في الفترة ذاتها (العصور الوسطى)، كانت القارة الأوربية غارقة في الجهل والتخلُّف والعنصرية.
وكان يحكمها خليط من إمبراطوريات ادَّعت خلافة الإمبراطورية الرومانية، ومن إقطاعيات عديدة متفرقة وصغيرة انتشرت في أنحائها.
وكان أصحاب السلطة والنفوذ من أباطرة وإقطاعيين وأمراء يتحالفون مع رجال الدين لإضفاء الشرعية على سلطتهم.
ولم يجد أولئك مقاومة تذكر من الشعوب التي حكموها آنذاك والتي كانت غارقة في الفقر، والجهل، والمرض، الذي يدب في أوصالها في السنين الأخيرة للإمبراطوريات الرومانية.
لم تجد محاولات قسطنطين في القرن الرابع الميلادي من إعلانه النصرانية ديناً رسمياً للدولة، ثم تقسيمه لها إلى شرقية وغربية، في بعث الروح في جسد الإمبراطورية الميت بل عجل بنهايتها، حيث حوّل بخطواته تلك تسامح النصرانية الأصولية إلى تعصب ديني وصل إلى أوجه مع بداية الحروب الصليبية.
ظلَّ نجم حضارة الشرق العربي الإسلامي في صعود، وحضارة الغرب الأوربي في هبوط حتى إرهاصات القرن الثالث عشر الميلادي.
فمع توسُّع مساحة الدولة الإسلامية وانضواء شعوب كثيرة تحت لوائها، كثُرت المطامع السياسية، وعادت المناحرات القبلية إلى الظهور، وخاصةً مع ازدياد ثروة الأمة ورخائها فكان التقسيم السياسي لها إلى دويلات مما أثار شهوة الدول والشعوب المجاورة وغير المتحضِّرة.
هنا بدأ نجم العقل والدِّين والحضارة يأفل ويفسح المجال لانحطاط بدأ سياسياً، وانتهى دينياً واجتماعياً وفكرياً واقتصادياً، لا نزال نعيش آثاره إلى اليوم.
التسميات
كشوف جغرافية