النهضة الأوروبية والكشوف الجغرافية.. التقدم العلمي والثروات الهائلة من المستعمرات المكتشفة واشتداد التنافس الاستعماري بين الدول الأوربية الأكثر تطوُّراً

كانت النهضة الفكرية الأوروبية سبباً رئيساً في الكشوف الجغرافية الكبرى في القرنين الخامس عشر والسادس عشر التي أظهرت طبقة من كبار التجار ثم الصناعيين بفعل الثروات المادية التي كان الشرق الإسلامي قد نالها قبل بحوالي 800 عام وهي حلقة الغنى والعقل والصحة.

أفسح اضمحلال طبقة الملوك والإقطاعيين ورجال الدين، وزوال التحالف بينهم المجال لظهور طبقة جديدة في مراكز القرار وهي طبقة تحالف الشركات الصناعية والتجارية الكبرى مع رجال السياسة الذين تبدلت ألقابهم وتغيرت مسمياتهم.

إذ كان لا بد للصناعات المتنوعة التي استحدثت بفضل التقدم العلمي والثروات الهائلة من المستعمرات المكتشفة حديثاً أن تبحث لها عن أسواق لتصريف منتجاتها، وعن يد عاملة رخيصة، و مواد أولية خام ضرورية لتلك الصناعات، فاشتدَّ التنافس الاستعماري بين الدول الأوربية الأكثر تطوُّراً، واتصف لأول مرة في التاريخ بالعالمية لأنَّه لم يعد مقتصراً على الحدود البرية المشتركة بين دولتين، بل شمل البقاع التي وصلتها أساطيل وجيوش تلك الدول.

والمرحلة التالية تجيء بعد ذلك تفصيلاً في الكشوف الجغرافية في مراحلها المختلفة التي كانت تطوراً لما سبق ذكره، وذلك لأنَّها من وجهة نظره جاءت تطويقاً لحركة الإسلام المنبثقة من الجزيرة العربية، وكذلك بداية الهيمنة التي يدور رحاها في العالم الإسلامي اليوم.

وإضافة لذلك تأخذ ببعدها الديني الذي يخدم العالم الأوربي، ويمهد له سياسة الهيمنة التي يكاد يعيشها عالمنا الإسلامي في الوقت الحاضر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال