التطويق الأوربي للعالم الإسلامي.. السيطرة على الشاطئ الإفريقي من المحيط الأطلنطي والاتجاه نحو الجنوب للالتفاف حول ديار الإسلام وحصرها من الوجهتين الحربية والتجارية

مرحلة تطويق العالم الإسلامي: وهذه المرحلة التي بدأت قبل نهاية القرن الخامس عشر، وأبطالها: هنري الملاح، وفاسكو داجاما وخلفاؤهم. وقد وصفهم المؤرخ كيرك بأنهم (كانوا يهدفون إلى السيطرة على الشاطئ الإفريقي من المحيط الأطلنطي مولِّين وجهتهم نحو الجنوب، في محاولة للالتفاف حول ديار الإسلام وحصرها من الوجهتين الحربية والتجارية من انتزاع تجارة الذهب وغيره من حاصلات إفريقيا الغربية من يد المسلمين، ثم الاتصال مما وراء الصحراء الكبرى جنوباً بنجاشي إثيوبيا والاشتراك معه في مهاجمة المسلمين من الجنوب).

وقد استطاع فاسكو داجاما أن يصل عام 1488م إلى رأس الرجاء الصالح. ثم اتجه إلى الهند وكان أحمد بن ماجد المسلم هو قائد سفنه إلى ثغور الهند، ومِنْ ثمَّ تحوَّلت التجارة إلى رأس الرجاء الصالح بعد أن كانت تمر بالبحر الأبيض المتوسط، واستطاعت البرتغال أن تستولي على مسقط وهرمز والبحرين عام 1515م، وأن تصل إلى قاليقوط (كلكتا) أعظم ثغور الهند.

ولم يلبث الفرنسيون والإنجليز أن ورثوا البرتغاليين وأزاحوهم وسيطروا على هذه المناطق، وبلغت هولندا جزر الملايو، فاقتسمتها مع بريطانيا (جاوة وسومطرة في يد هولندا، والملايو في يد بريطانيا)، كما سيطرت بريطانيا على الهند.

وفي الوقت نفسه كانت روسيا قد بدأت تحقِّق مطامع بطرس الأكبر في الاستيلاء على أجزاء مختلفة من العالم الإسلامي، فقد استولت على فازان واستراخان في منتصف القرن السادس عشر، وبدأ التوسُّع الروسي في الأراضي الإسلامية.

ثم امتد حتى وصل الروس إلى القوقاز وسهول تركستان، ثم توالت حركة استيلائها في خط واحد مع فرنسا وإنجلترا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال