مستوى العيش في المغرب.. تقلص حصة الإنفاق الغذائي وتضاعف المصاريف الأخرى المرتبطة بالتجهيز والترفيه

من الملاحَظ أن الدينامية الداخلية للمجتمع المغربي تعرف تحوُّلات عميقة، فهو مجتمع في طور التمدين وأنماط عيشه تتغير، إنه مجتمع يشهد تغيُّرات مهمَّة على مستوى البنية الأسرية والإسهام النسائي، كما أنه مجتمع يطور قدرات جديدة للتعبير، ويعرف بروز فاعلين جدد، مجتمع تشهد مرجعية قيمه صيرورة متحولة مع أنه لا يزال مترددًا إزاء الحداثة. ويتعين الإقرار في البداية بأنه إذا كانت الجغرافيا والتاريخ الخاصان بالبلاد قد صاغا تدريجيًّا مقوِّمات هُوِيَّة الشعب المغربي، فإن الاتصال بالاستعمار هو الذي مهَّد للمنعطف الكبير للانتقالات التي يشهدها المجتمع المغربي منذ عدة عقود.
على الرغم من أن مستوى العيش المتوسط للمغاربة قد تطور بوتيرة أقل من وتيرة أمم أخرى، فإنه عرف تقدُّمًا منتظمًا منذ الاستقلال. وفي نفس الوقت، تزداد الفوارق في مستوى العيش بين فئات الأسر، وبين الرجال والنساء، وبصفة خاصَّة ودائمة بين المدن والقرى.
ولقد شكَّل التغيير الذي طال بنية استهلاك المغاربة، ولو بكيفية نسبية، مؤشرًا مهمًّا على تطور المستوى المعيشي ونمط العيش، فقد تقلصت اليوم حصة الإنفاق الغذائي، بينما مثَّلَت سنوات الستينيات مرحلة الوفرة الاستهلاكية لدى السكان. أما المصاريف الأخرى المرتبطة بالتجهيز والترفيه فقد عرفت تضاعفًا ملحوظًا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال