تطور الساكنة المغربية منذ الاستقلال.. النقاش العمومي حول المسألة الديموغرافية لم يتعرض في المغرب لتأويلات آيديولوجية أو سياسية قاطعة

نظِّم أول إحصاء للسكان بعد الاستقلال سنة 1960. ومنذئذ دأب المغرب على تنظيم إحصاء عام للسكان كل عقد، وكان آخرها سنة 2004.
فمن 1960 إلى 2004، تضاعف عدد السكان بمعدل 2,6، متنقلاً من 11,6 مليون إلى 29,9 مليون نسمة، بحيث إن نسبة نموه السنوي انخفضت بنسبة 2,6% خلال الفترة المتراوحة بين 1960 و1970 وبنسبة 1,4% ما بين إحصاء 1994 وإحصاء 2004.
ويكتسي النمو الديموغرافي الحضري حدة أكبر مِمَّا هو عليه بالوسط القروي، إذ تطورت الساكنة الحضرية ما بين الإحصاءَين الأخيرين بوتيرة سنوية متوسطة قدرها 2,1%، فيما لم تتجاوز هذه النسبة 0,6% بالنسبة إلى الساكنة القروية.
وينبغي -ما دمنا نتحدث عن الثَّقافة- تأكيد أن النقاش العمومي حول المسألة الديموغرافية لم يتعرض في المغرب لتأويلات آيديولوجية أو سياسية قاطعة، كما هو الحال بالنسبة إلى عديد من البلدان.
وكنتيجة للنمو الديموغرافي المتسارع خلال العقدين الأولين من الاستقلال، فإن التجلي الديموغرافي عن كل سن للسكان المغاربة أضحى يعكس اليوم السمة الشابة والمتنامية للشرائح العمرية النشيطة. وتصل نسبة البالغين من العمر أقل من 15 سنة حاليًّا إلى %30، في حين تناهز نسبة البالغين من العمر ما بين 15 و59 سنة أكثر من62%. أما في ما يخصُّ نسبة الأشخاص المسنين فيلاحظ استقرارها النسبي على مدى الخمسين سنة الأخيرة، بحيث استقرت اليوم في نسبة 7,6%. وإذا كان صغر سن الساكنة بمثابة إمكان بشري مهمٍّ، فإنه جعل مختلف السياسات العمومية في مواجهة تحديات كمية، ولا سيما في ميادين التربية والصحة والشغل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال