نتائج الكشوف الجغرافية الأوروبية.. تقوية النعرة القومية وانتقال الصراع السياسي من أوربا إلى الدول المستعمرة وانتقال مراكز التجارة من حوض البحر الأبيض المتوسط وشرق المحيط الأطلسي إلى غرب أوروبا

أثَّرت الكشوف الجغرافية الأوربية على كثيرٍ من أجزاء العالم وقد انعكس هذا الأثر على عالمنا الإسلامي وعلى قارة إفريقيا على وجه الخصوص، وتبيَّن أمرها ببعدها الدِّيني الواضح، وسنرى ذلك في أهم نتائجها وهي كما يلي:

1- انتقال مراكز التجارة من حوض البحر الأبيض المتوسط وشرق المحيط الأطلسي إلى غرب أوروبا، وبذلك تم عزل العالم الإسلامي عن السيطرة على تجارة العالم.

2- زادت المنافسة بين الدول الأوربية على حيازة المناطق، بغية الحصول على المواد الخام  والأسواق، لتصريف منتجاتها الصناعية.
3- قويت أوروبا اقتصادياً، وبدأت سيطرتها على العالم كله.

4- قويت النعرة القومية في أوربا، وسعت لإظهار القوة والعزة مما عزّز روح التوسُّع والسيطرة على الدول الضعيفة، واستعمارها واستغلال ثرواتها.

5- ظهور روح المغامرة في سبيل نشر النصرانية التي كانت تشجعها الكنيسة.

6- انتقال الصراع السياسي بين الدول الأوربية من أوربا إلى الدول المستعمرة.

7- انتقال روح النعرة القومية إلى الدول المستعمرة مما أثَّر فيما بعد على طبيعة حركات المقاومة ضد الاستعمار.

بهذا كله تركت الكشوف الجغرافية الأوربية أثراً واضحاً في الدول الإسلامية، وكان الأثر المباشر في مجال الاقتصاد في بلاد الشام ومصر واليمن.

فبعد أن كانت هذه البلاد تمتلك الثروات الهائلة من بضائع الشرق الأقصى، خلت الأسواق من البضائع نتيجة لاكتشاف الطرق التجارية الجديدة وحل الكساد بمصر، وقلَّت حركة الأسواق في القاهرة والإسكندرية، ولم يبق لمصر من العلاقات التجارية التي تربطها بالخارج سوى بعض الحاصلات التي كانت تأتيها من بلاد العرب والحبشة والسودان، وبلاد المغرب، إلى جانب ما يصلها من فرنسا وتركيا والشام، فتأثَّر الاقتصاد، وأثَّر ذلك على السياسة والعمران.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال