التوقيت ومدة فترة العد.. اختيار توقيت يكون فيه غالبية السكان قاطنين في أماكن إقامتهم المعتادة وتفادي المواسم التي توجد فيها صعوبات للوصول إلى كافة المناطق

التوقيت ومدة فترة العد:
- إن اختيار وقت معين من السنة لإجراء التعداد فيه هي عملية ذات أهمية كبيرة.

الاعتبار الأساسي هنا هو اختيار فترة يكون فيها التعداد أكثر نجاحاً ويوفر البيانات الأكثر فائدة.
وهذا يعتمد على عدة عوامل.

أولاً من الضروري تفادي تلك المواسم التي توجد فيها صعوبات للوصول إلى كافة المناطق التي يوجد بها سكان وذلك بسبب الأمطار أو الفيضانات أو الجليد.. إلخ أو التي يكون فيها العمل مجهداً وشاقاً بشكل خاص كما هو الحال أثناء الطقس الشديد الحرارة.

ثانياً: ينبغي اختيار توقيت يكون فيه غالبية السكان قاطنين في أماكن إقامتهم المعتادة.
إن مثل هذا الاختيار سوف يسهل عمليات التعداد في كلا حالات العد سواء ذلك نظرياً (de jure) أو فعلياً (de facto) ويجعل من نتائج العد الفعلي للسكان أكثر دلالة.

يجب تفادي مواسم ذروة النشاط الزراعي بسبب صعوبة إجراء مقابلات مع أشخاص يعملون إلى وقت متأخر كل يوم أو قد يمضون الليل في أرضهم إذا كانت بعيدة عن مساكنهم. كذلك فإن المهرجانات التقليدية الكبيرة ومواسم الحج والصيام عادة ما تكون أوقاتاً غير ملائمة لأعمال التعداد.

وحيث أنه في العديد من الدول النامية يكون تعيين غالبية العاملين الميدانيين من بين المدرسين والطلاب من كبار السن فإن إجراء التعداد قد يكون ممكناً فقط أثناء العطلات المدرسية بالرغم من أن أيام المناسبات الرئيسية ينبغي تفاديها حسبما أشير إليه سابقاً.

- في الدول التي يكون فيها أنماطاً موسمية شديدة التباين فيما يتعلق بالطقس أو الأنشطة أو يكون فيها عدد العاملين المطلوبين للعمل في التعداد قليلاً جداً فإنه يكون من الضروري القيام بعملية العد في مختلف مناطق الدولة في عدة أوقات مختلفة أو القيام بعد البدو أو المجموعات الخاصة من السكان في وقت مختلف عن ذلك الخاص بالسكان المستقرون.

ولكن وبشكل عام فإن هذا ليس عملاً مرغوباً فيه بسبب أن البدو غالباً لا يكون بالإمكان تمييزهم بوضوح وكذلك قد تكون هنالك حركة بين السكان المستقرين.
علاوة على ذلك فإن هذا الحل يؤدي إلى خلق تعقيدات فيما يتعلق باستخدام بيانات التعداد.

- حينما يتم إجراء تعداد للسكان ووجد أن تاريخ التعداد كان مرضياً ومقبولاً بشكل عام فإنه ينبغي إجراء التعداد التالي في نفس الوقت من السنة ما لم تكن هنالك أسباب قوية لتغيير هذا التاريخ.

إن تاريخاً منتظماً ومألوفاً للتعداد يعزز عملية مقارنة البيانات ويسهل عملية التحليل.
أيضاً فإن التقليد المتمثل في تعيين تاريخ محدد للتعداد في دولة ما يوفر انضباطا إدارياً ويحفز كافة المرتبطين بالتعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة في التوقيت المناسب.

- من المطلوب أن تكون فترة العد قصيرة وذلك لتفادي التكرار والإسقاط في عملية العد والتي قد تحدث رغماً عن تحديد تاريخ إسناد واحد.

من ناحية أخرى كلما كانت فترة العد أقصر كلما كان عدد العاملين الميدانيين المطلوب تعيينهم وتدريبهم والإشراف عليهم أكبر.

وهذا يؤدي إلى زيادة التكلفة وربما انخفاض في جودة البيانات.
كيفية مواءمة هذه الاعتبارات المختلفة يعتمد على حجم وطبيعة الدولة والموارد التي تحت تصرفها.

إن طول فترة العطلات المدرسية قد يكون في بعض الأحيان عاملاً مقيداً بالرغم من أن حكومات العديد من الدول النامية وإقرارها بالأهمية الوطنية الكبيرة للتعداد تقوم بإطالة فترة العطلات المدرسية في سنة التعداد وذلك لإتاحة الفرصة أمام المدرسين والطلاب للعمل في التعداد طالما كان ذلك مطلوباً.

- في التعدادات الأخيرة فإن معظم الدول النامية تتيح فترة أسبوع إلى 10 أيام لتدريب العدادين في حين أن فترة العد تتفاوت بشكل عام من عدد قليل من الأيام إلى أسبوعين.

الفترات القصيرة تكون ممكنة في الدول الصغيرة في حين تكون هنالك ضرورة لفترات أطول في الدول الكبيرة مع وجود ضعف في الاتصالات.

- هنالك طريقة تستخدم أحياناً بإتاحة وقت كاف للعد ومع ذلك نجعل التعداد آنياً وتتمثل في القيام أولاً بعد السكان على مدى فترة أطول كأسبوع أو أكثر، وبعد ذلك وخلال يوم واحد فقط إعادة زيارة كل الأسر لإلغاء أو إضافة الأفراد حسبما هو مطلوب لتحديث البيانات (أو ما يسمى بتميم العد).

عموماً فإن هذا الأسلوب لا يعتبر عملياً في المناطق المأهولة والمتناثرة إلى حدٍ كبير.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال