تعيين وتدريب الكادر البشري لعملية التعداد.. إتاحة الفرص للمتدربين للمشاركة في المقابلات العملية وتدريبات القيام بالأدوار

تعيين وتدريب الكادر البشري لعملية التعداد:
- من الضروري إجراء الترتيبات في وقت مبكر لتأمين العدد والنوعية الصحيحة من العمالة المطلوبة لكل من عمليات التعداد المختلفة.

لأسباب اقتصادية وأخرى تتعلق بالفعالية فإنه من الضروري اختيار العاملين على أساس الكفاءة. أيضاً يمكن الأخذ في الاعتبار استخدام نفس العاملين للعمليات المتعاقبة وبالتالي خفض عملية التغيير وسط العاملين.

في حين أن الأعمال التحضيرية وأعمال المعالجة تتطلب بشكل عام كادر مكتبي يمتلك أو قادر على اكتساب مهارات متخصصة معينة (رسامي الخرائط، المرمزون، مدخلو البيانات، المبرمجون... إلخ)، إلا أن مرحلة العد عادة ما تتطلب أعداداً كبيرة من الأشخاص لهم القدرة على الذهاب إلى مجالات عدهم الحضرية أو الريفية المحددة لهم والقيام بجمع البيانات وفقاً لتعاريف وتعليمات محددة.

من الضروري أن يكون العدادون، وإلى حد ما، المشرفون عليهم مباشرة، ملمين ومطلعين على اللغات أو اللهجات الخاصة بالمنطقة التي سوف يعملون بها ومن الحكمة تعيين وتدريب قوى عاملة تكون إلى حدٍ ما أكبر مما هو مطلوب لعملية العد نفسها حيث أن قدراً من الإنهاك يصيب العاملين لابد منه وذلك بدءا من البرنامج التدريبي وحتى اكتمال الأعمال الميدانية.

- بعد الانتهاء الفعلي من تحضيرات الأعمال الخاصة بالخرائط وإرسال الاستبانات للطباعة ربما يكون برنامج التدريب أكثر الوسائل أهمية يمتلكها مسؤولو التعداد لإنجاحه.

وبالتالي فإن الإسهام الذي يمكن أن يقدمه برنامج التدريب الذي يخطط له وينفذ بصورة جيدة حيال نوعية وجودة نتائج التعداد لا يحتاج إلى تأكيد.

برنامج التدريب هذا ينبغي أن يركز على العاملين بالميدان والمنتشرين بشكل واسع والذين يصعب مراقبتهم (أي العدادين والمشرفين عليهم مباشرة) ولكن أيضاً ينبغي أن يغطي العاملين الآخرين (مثل المشرفين بالمستويات العليا، المدققين، المرمزين، مشغلوا الحاسوب).

- برنامج التدريب الخاص بالتعداد ينبغي تصميمه بالكامل لتغطية كل مرحلة من مراحل أعمال التعداد وتوفير وسائل فعالة ومتسقة للإشراك الفعال لأعداد كبيرة من العاملين للقيام بأعمالهم. ينبغي على البرنامج أن ينسجم بصورة قوية مع متطلبات العمليات المختلفة وقد يشتمل على تدريب نظري وعملي متى ما كان ذلك ملائماً مع التركيز على الأخير.

في حالة العدادين والذين يشرفون عليهم مباشرة فإن التدريب يكون فعالاً للغاية إذا تضمن إتاحة الفرص للمتدربين للمشاركة في المقابلات العملية وتدريبات القيام بالأدوار ويشمل ذلك استخدام حلول نظم المعلومات المطبقة.

في الدول التي تستخدم فيها عدة لغات فإن أسلوب ومحتوى برنامج تدريب العدادين ينبغي تعديله بصورة مناسبة.

على سبيل المثال إذا جرى طباعة الاستبانة بلغة أخرى ينبغي الأخذ في الاعتبار تدريب العدادين على الصياغات السليمة لأسئلة التعداد باللغات العامية.

 برنامج تدريب المدققين والمرمزين ومشغلوا أجهزة تسجيل البيانات وما شابه ينبغي أيضاً أن يوفر فرصاً للمتدربين للقيام بتدريبات على العمليات التي من المتوقع أدائها لاحقاً وذلك تحت إشراف المدربين.

المستويات المتوسطة والعليا من الكادر الفني كالمبرمجين ومحللي النظم يمكنهم أيضاً الاستفادة من برامج تدريبية خاصة.

بالنسبة لهم عادة ما يكون التركيز على التطويرات الفنية الحديثة ذات الصلة بالتعداد والعلاقات المتبادلة بين مختلف مظاهر خطط وعمليات التعداد.

- إن تنظيم وتنفيذ الدورات التدريبية ينبغي أن يعهد إلى من لهم المؤهلات اللازمة للقيام بهذه المهمة بصورة ناجحة آخذين في الاعتبار ليس فقط قدراتهم المهنية ولكن أيضاً قدراتهم على التدريس.

وهذا يعني أن الكادر المسئول عن التدريب ينبغي أن تكون له مؤهلات معينة يمكنهم من إثارة اهتمام المتدربين ونقل المعرفة المطلوبة حيث أن الكوادر الفنية التي تمتلك مؤهلات جيدة ولا يستطيعون نقل معرفتهم إلى المتدربين بأسلوب مرض يكونون غير ملائمين كمدربين لأنشطة التدريب الجماعي.

ينبغي الأخذ بهذا في الاعتبار عند اختيار المدربين ويقترح استخدام معايير موضوعية.

في الواقع هنالك صعوبة في إيجاد العدد اللازم من المدربين الذين يمتلكون كلاً من المؤهلات المهنية والتدريسية. لهذا السبب ينبغي أن يتم تدريب المدربين أنفسهم حول كيفية تنظيم وتنفيذ الدورات التدريبية.

- من المهم تجهيز كل برنامج تدريبي في شكل دليل (كتيب) ويتم توزيعه على القائمين بالتعداد وكذلك القائمين بالتدريب.
مثل هذا الدليل يكون مرشداً قيماً ويساعد بشكل كبير في التدريب الفعال للعاملين بالتعداد.

أيضاً فهو يساهم في توحيد نوعية التدريب وهذا عنصر هام من أجل تعداد ناجح إذا ما أخذنا في الاعتبار العدد الكبير لمدربي التعداد والذين سوف يشاركون في التدريب.

الوسائل السمعية والبصرية البسيطة (مثل أشرطة الأفلام، الملصقات، أشرطة التسجيل) يمكن أيضاً استعمالها لجعل التدريب أكثر فعالية وانتظاماً في جميع أنحاء البلاد.

تقنيات الوسائط المتعددة الحديثة إذا وجدت يمكن أن تسهل عملية توفير تدريب في الأماكن البعيدة (التعليم عن بعد) وأدوات إضافية فعالة ومؤثرة للتدريب.

- من المهم جداً تحديد الوقت المطلوب لتدريب العاملين لمختلف مناحي التعداد وأن هذا يعتمد على عدة عوامل: نوع المهام التي من أجلها يتم تدريبهم، المستوى الذي سوف يعملون فيه، مدى تشابك عمليات التعداد، المستوى التعليمي للمتدربين، عدد المدربين المتوفرين والميزانيات المتوفرة. كافة الدورات عادة ما تستغرق من أسبوع إلى شهر.

يوصي بشدة أن يكون التدريب يومياً ولفترة محددة. إذا أجرى التدريب لعدد بسيط من الأيام كل أسبوع فإن النتائج لا تكون جيدة حيث أن هذا الأسلوب والذي يطيل فترة الدورة التدريبية، عادة ما يتم فيه نسيان ما سبق التدريب عليه من أعمال ويتطلب بالتالي إعادته.

ولهذا السبب أيضاً فمن الأفضل تجنب الانتهاء من التدريب قبل فترة طويلة من بداية العمل الفعلي.

يمكن تحديد أي فترة زمنية للدورة التدريبية شريطة عدم إغفال المبدأ الأساسي وهو أن التدريب ينبغي أن يكون لفترة كافية تسمح باستيعاب المنهج.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال