برنامج ضمان وتطوير الجودة.. أن يخلص التعداد إلى إحصاءات تكون ملائمة لمستخدمي البيانات

برنامج ضمان وتطوير الجودة:
- هنالك ثمة اتفاق عام على أنه في نهاية المطاف فإن النوعية ينبغي أن تكون لها علاقة باحتياجات ورضا مستخدمي البيانات.

في مجال الإحصاءات نجد أن الجودة ترتبط أساساً بالدقة. بعبارة أخرى الأخذ في الاعتبار الأخطاء بشكل أساسي، سواء أكانت ناتجة عن المعاينة أو غير المعاينة، والتي تؤثر على قيم التقديرات والفترات المبنية على تلك المعرفة والتي على ضوئها يتم عمل بيانات بثقة ودقة عالية.

هذه القياسات لا تزال تعتبر ضرورية ولكننا الآن ندرك بأن هنالك أبعاداً هامة أخرى للجودة. فحتى وإن كانت البيانات دقيقة فإنها لا تكون ذات جودة كافية إذا تم إصدارها متأخرة للاستفادة منها أو لم يكن من السهولة الحصول عليها أو تتناقض مع بيانات أخرى ذات مصداقية أو باهظة التكلفة لإصدارها.
وعليه فإن الجودة وبشكل متنامي أصبح تناولها كمفهوم متعدد الأبعاد.

- هنالك مقترح بأن مخرجات أي عمل إحصائي ينبغي أن يكون لها بعض أو كافة الخواص التالية:

1- الصلة الوثيقة وتعني درجة مقابلة ووفاء الإحصائيات باحتياجات المستخدمين واقتراح ضرورة تجنب إصدار بيانات ليست ذات صلة أو علاقة أي البيانات التي لا يوجد لها استخدام.

2- الكمال، أي الدرجة التي تكون فيها الإحصاءات شاملة بالكامل للظاهرة التي يفترض القيام بوصفها.
3- الدقة وهو التفاوت بين القيمة المقدرة والقيمة الحقيقية (المجهولة).

4- المقارنة وهي درجة القدرة على إجراء المقارنات عبر المكان (بين الدول) والوقت (بين الفترات الزمنية المختلفة).

5- الترابط أي درجة منطقية ترابط بيانات برنامج إحصائي معين مع بيانات جرى تجميعها من بين برامج إحصائية.

6- الوقت المناسب أي الفترة الفاصلة بين إصدار البيانات وفترة الإسناد الزمني.

7- الالتزام أي درجة الوفاء بتواريخ الإصدار المسبقة الإعلان.
8- الوضوح أي درجة تفهم الإحصاءات بالنسبة للمستخدمين غير المتخصصين.

9- حرية الوصول أي سهولة الحصول على البيانات من قبل المستخدمين.
10- البيانات الوصفية أي توفر معلومات توضح المصادر والتعاريف والأساليب.

- الجودة هي حصيلة عمليات وأن النقص في الجودة (مثلاً التأخير في التجهيز أو عدم دقة النتائج) هي عادة ما تكون نتاجاً لقصور في العملية وليس تصرفاً من الأفراد الذين قاموا بتلك العملية.

عليه فإن العملية ينبغي أن تقدم وكحد أدنى:
1- منهجية راسخة، تقيد بالأساليب المهنية ومعايير متفق عليها (دولياً).

2- الكفاءة أي درجة إعداد البيانات تكون بتلك الصورة التي تنخفض فيه النفقات والأعباء على المستجيب إلى حدها الأدنى قياساً بالمخرجات.

تكون الجودة مدعومة بشكل أفضل من خلال ترتيبات مؤسسية سليمة مثل:
1- بيئة قانونية أي درجة توافق القوانين الإحصائية القائمة مع المبادئ الأساسية للإحصاءات الرسمية.

2- آليات التخطيط أي الدرجة التي وصلتها الدول في إرساء الإجراءات الخاصة بالتخطيط المنتظم البعيد المدى للعمليات الإحصائية.

3- الموارد أي إلى أي مدى تكون فيه الأنظمة الإحصائية مدعومة مادياً وبشرياً بصورة جيدة وعلاقة ذلك بالتكاليف (بمختلف أنواعها)

- في سياق الحديث عن التعداد فإن بعض مميزات ضمان الجودة يمكن التركيز عليها على حساب البقية.

ينبغي أن يخلص التعداد إلى إحصاءات تكون ملائمة لمستخدمي البيانات. إن التعداد عملية مكلفة في تنفيذها وتضع عبئاً على المستجيبين.

وعليه فإنه من المهم التأكد من أن عدم توفير البيانات المطلوبة يكون في أدنى مستوياته وأن المواضيع التي يكون الطلب عليها قليلاً لا تدرج في نموذج التعداد.

إن استشارة مستخدمي بيانات التعداد كخطوة أولى في تخطيط عملية التعداد هو عمل إيجابي في مجال العلاقات العامة ووسيلة فعالة وذات شفافية لتحديد الطلب الخاص بمواضيع التعداد المتوقعة.

- إن الصلة الوثيقة للبيانات أو المعلومات الإحصائية بالموضوع هو تقييم نوعي للقيمة التي تساهم بها تلك البيانات.

إن القيمة تتميز بالدرجة التي تقوم فيها البيانات أو المعلومات بتناول الغايات التي من أجلها تم إعدادها وسعى من أجلها المستخدمون للبيانات.

علاوة على ذلك فالقيمة تتميز باستحقاقية تلك الغايات المتمثلة في تفويض الجهة وتقنين المتطلبات وفرصة التكلفة لإخراج البيانات أو المعلومات.

في سياق الحديث عن أي تعداد فمن المهم ملاحظة أهمية مفهوم الانسجام من أجل الغاية كمقياس للصلة والعلاقة.

إذا كان ضرورياً فقط توفر البيانات على مستوى عريض (مثل مستوى جغرافي للدولة بأكملها أو تقسيم مدني رئيسي، مستوى ديموغرافي عريض) فإنه من الممكن توفير متطلبات المستخدم بصور أقل كلفة وأكثر فعالية من خلال مسح بالعينة.

- الكمال هو امتداد للصلة والعلاقة حيث أن الكمال لا يعني فقط أن الإحصاءات تخدم احتياجات المستخدمين ولكن أيضاً تخدمهم بأقصى ما يمكن آخذين في الاعتبار الموارد المحدودة.

- دقة البيانات أو المعلومات الإحصائية هي درجة ومستوى تلك البيانات لعمل تقدير أو وصف صحيح للكميات أو الخصائص التي تم تصميم العملية الإحصائية بهدف قياسها. الدقة لها عدة خصائص وعملياً لا يوجد مجموع واحد أو قياس شامل لها.

بالضرورة فإن هذه الخصائص يتم قياسها أو إيضاحها في شكل خطأ أو دلالة الخطأ المحتمل والذي يرد من خلال أحد مصادر الأخطاء الرئيسية مثل: الشمول، العينات، عدم الاستجابة، الاستجابة، المعالجة والنشر.

- تكون البيانات مفيدة للغاية حينما تسمح بعمل مقارنات موثوقة عبر المكان مثلاً بين الدول و بين الأقاليم داخل الدولة أو عبر الزمن.

- التوقيت المناسب للبيانات يعكس المدة الزمنية بين إصدارها والحدث أو الظاهرة التي توضحها ولكن يؤخذ في الاعتبار في مضمون الفترة الزمنية التي تجعل من المعلومات ذات قيمة ويمكن العمل بموجبها. يلجأ إليه كبديل للدقة.

- حرية الوصول تعكس توفر البيانات من سيطرة مكتب الإحصاء ويؤخذ في الاعتبار أيضاً ملاءمة الشكل الذي توجد به البيانات، وسيلة النشر، توفر البيانات الإيضاحية وإن كان للمستخدم فرصة مناسبة لمعرفة أنها متوفرة وكيفية الوصول لتلك البيانات.

إن قدرة الحصول على تلك البيانات من جانب المستخدمين وعلاقتها بقيمتها لهم هي أيضاً مظهر لهذه الميزة.

- تكلفة توفير المعلومات هي أيضاً عنصر للمفاضلة مع الدقة والتوقيت المناسب.
إن لم يكن الأمر هكذا فإن البيانات قد تصل إلى (درجة) الدقة التامة مع تأخير طفيف أو حتى دون تأخير في الوقت.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال