معركة مشمار هايردين.. قرار حسني الزعيم تحقيق نصر عسكري في فلسطين بعد تولي قيادة الأركان السورية

معركة مشمار هايردين:
بعد تولي حسني الزعيم قيادة الأركان السورية، قرر تحقيق نصر عسكري في فلسطين، مهما كان الثمن، لاسيما وأن مجلس الأمن كان على وشك اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار.

وقع اختيار الزعيم على مستعمرة مشمار هيردين (وهي مستوطنة على نهر الأردن قريبة من جسر بنات يعقوب أقيمت عام 1890، وهي موشاف زراعي محصن).

نصت الخطة على إبقاء منطقة المستعمرة هادئة، والقيام في نفس الوقت بهجمات مخادعة يمين ويسار المستعمرة، وبالفعل في صباح 7/6/1948 عبرت الوحدة السورية نهر الأردن وتمركزت باتجاه المستعمرة، دون أن يشعر بها أحد.

تحركت القوة باتجاه الأسلاك الشائكة المحيطة بالمستوطنة، وفتحت فيها عدة ثغرات فتنبه لها الصهاينة، وراحوا يطلقون النار؛ لكن ذلك لم يكسر حدة الهجوم، وتابعت القوة تقدمها، وأسكتت أبراج الحراسة، وانتشرت بين أبنية المستوطنة، وخاضت معركة بالسلاح الأبيض.

وفي هذه الأثناء عبرت قوة سورية أخرى نهر الأردن؛ فساهمت في القضاء على فلول المنسجين، وقد وصلت القوات السورية إلى مستعمرة روشينا ثم عادت بعد أن كبرت المسافة بينها وبين المشاة.

سيطرت القوات السورية عل المستوطنة، وقامت بتصفية جيوب مقاومة صغيرة بقيت فيها.
وفي صباح 8/6، قام الإسرائيليون بهجوم معاكس؛ فتصدت لهم القوات السورية بقيادة النقيب عدنان المالكي، وطاردوهم حتى تل أبو الريش، وقد دعي هذا التل في ما بعد باسم "تل المالكي".

وقد فشلت كل المحاولات الإسرائيلية اللاحقة في إجلاء أي جندي سوري عن موقعه.  وظل الوضع هكذا حتى دخول الهدنة الأولى 11/6/1948.

وضعت القيادة الإسرائيلية خطة رمزها "بيروش" تنص على تطويق القوات السورية التي تحتل المستعمرة.
وما أن انتهت الهدنة الأولى في 8/7/1948، حتى بدأ الإسرائيليون في 9/7 برمايات غزيرة من النيران وبقصف مدفعي بعيد.

وحلقت 4 طائرات إسرائيلية فوق المواقع السورية، وأخذت تقصف بالقنابل، وفي العاشرة ليلاً نجح رتل مهادي في عبور النهر إلى الضفة الشرقية، وبدأت من هناك عملية قصف مدفعي للقوات السورية؛ ما قطع اتصال القوات مع القيادة.

فتحت القوات السورية نيرانها على الأرتال التي هاجمت مواقعها، وأجبرتها على التراجع؛ ما دعا القائد الإسرائيلي إلى الانسحاب السريع.

وفي 10/7 تحركت الدبابات السورية وطاردت المنسجين؛ فدب الذعر في صفوفهم، وأخذوا يفرون؛ ما اضطر القائد الإسرائيلي إلى تهديد الفارين بإطلاق النار عليهم؛ كي يجبرهم على البقاء في مواقعهم.

استمرت المعركة ستة أيام خسر خلالها اللواء الإسرائيلي المهاجم نصف قواته بين جريح وقتيل قبل أن تنتهي عملية "بيروش" بالفشل التام رغم النجدات التي وصلت يوم 14/7/1948.
لم تنسحب القوات السورية من مواقعها، إلا بموجب اتفاقية الهدنة النهائية؛ بشرط أن تبقي مشمار هيردين منطقة مجردة من السلاح.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال