حرب الرصاص المصبوب.. تعرض مستوطنات إسرائيل الجنوبية لصواريخ قادمة من غزة باستعمال الفوسفور الأبيض وأسلحة أخرى محرمة

حرب الرصاص المصبوب 2008 - 2009:

بذريعة أن مستوطنات إسرائيل الجنوبية تتعرض لصواريخ قادمة من غزة، شنت إسرائيل يوم السابع والعشرين من كانون أول 2008، حربًا على قطاع غزة، استمرت 22 يوما.

خاضت إسرائيل الحرب بشكل أساسي، مستخدمة سلاح الطيران بجميع أنواعه؛ إضافة إلى القصف البري والبحري.

وقد استخدمت إسرائيل في هذه الحرب، لأول مرة، الفوسفور الأبيض، وأسلحة أخرى محرمة، وقصفت مناطق مدنية ومدارس للأنروا.

وقد أسفر هذا العدوان عن استشهاد 1500 فلسطيني، وإصابة حوالي 5000 شخص؛ إضافة إلى تدمير شامل للبنى التحتية في غزة، وتدمير جميع المقرات والمؤسسات الحكومية.

كل هذا وسط حصار قاس ومستمر على قطاع غزة.

في لحظة واحدة، أغارت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية قبيل ظهر السابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول 2008 على 90 موقعاً حكومياً وأمنياً ومدنياً، في أعنف موجة قصف يشهدها قطاع غزة، وأقساها كانت تلك التي استهدفت مقر "الجوازات" الأمني غربي مدينة غزة، خلال دورة تخريج لعناصر من الشرطة، ما أدى لاستشهاد العشرات، منهم مدير عام الشرطة في حينه، توفيق جبر، وإصابة العشرات.

بدت العملية الإسرائيلية "المجنونة" بأهداف كبيرة، لم يتحقق منها شيء، أبرزها إنهاء حكم حركة "حماس" للقطاع، واستعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة قبل الحرب بعامين.

وتسارعت تهديدات الاحتلال في تلك الحرب التي أدت لاستشهاد وزير الداخلية في حكومة "حماس"، سعيد صيام، والقيادي بالحركة نزار ريان وعائلته في قصف منزلهم في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع.

وتزامن العدوان الإسرائيلي الذي لم يترك بقعة في القطاع الساحلي الضيق إلا واستهدفها، مع اشتداد الحصار الإسرائيلي ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، ومع حالة عربية سلبية غير داعمة للمقاومة، وتشجع إسرائيل على استمرار العدوان.

ومُحيت عائلات كاملة من السجل المدني من جراء القصف العشوائي الإسرائيلي، ومسحت مناطق قبالة الحدود تماماً، كعزبة عبدربه شرقي جباليا شمال القطاع، وأصبحت عشرات المنازل في القطاع أثراً بعد عين نتيجة القصف الذي تواصل لنحو 22 يوماً.

ولم تكن المقاومة الفلسطينية في حينها تمتلك ما بحوزتها اليوم من إمكانيات عسكرية، وكان عملها متواضعاً مقارنة بما كان في عدوانَي 2012 و2014، لكنها حققت مع العدوان البري بعضاً من الإنجازت التي جعلت قادة الاحتلال يفكرون ملياً قبل استمرار التوغل في بعض المناطق.

وعقب الحرب، شكلت الأمم المتحدة لجنة تقصي حقائق وتحقيق دولية، وأصدر تقرير "غولدستون"، لكنه لم يصل إلى محكمة الجنايات الدولية، وقيل حينها إنّ السلطة الفلسطينية لم تتشجع لنقله إلى هناك، رغم ما فيه من إدانة واضحة للجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في القطاع.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال