أسباب نكسة حزيران - يونيو 1967.. قيام إسرائيل بتحويل روافد نهر الأردن ورغبتها في ضم الأراضي المجردة من السلاح في شمال فلسطين

نكسة حزيران يونيو 1967:
هذه الحرب ملخصها أن إسرائيل قامت في صباح الخامس من حزيران 1967 بالهجوم على القوات العربية المصرية والسورية والأردنية، واحتلال أجزاء من أراضيها، فيما عرف بعد ذلك بـ "عدوان الخامس من حزيران".

جرت الحرب ضمن إستراتيجيتين المتناقضتين عسكرياً وسياسياً واستراتيجياً؛ ففي الوقت الذي كانت إسرائيل تنطلق من قاعدة قوية مأمونة، وتعمل باستمرار على تطوير القدرة الحركية والقتالية للهجوم العسكري، لتعويض النقص البشري؛ وفي الوقت الذي كان هدفها واضحا، وهو وضع المنطقة في حالة ضعف، لا تسمح بتكامل القدرات العربية لمهاجمة إسرائيل، وارتبط ذلك بمعرفة دقيقة للظروف الدولية والإمكانات العربية- اتصفت الإستراتيجية العربية بالالتزام بالعقيدة الدفاعية، وانعدام التنسيق بين القيادات، وعدم وضوح الهدف لديها.

أما الأسباب التي أدت إلى الحرب فكان أهمها:
- تعاظم المد الوطني العربي بعد ثورة 14 تموز 1958 في العراق.
- انتصار ثورة الجزائر في 1962.
- قيام م.ت.ف 1964 وانطلاق العمل الفدائي 1965.
- الارتباط العضوي بين إسرائيل وأمريكا ومطامعها في الشرق الأوسط.

أما الأسباب المباشرة فكانت:
- رغبة إسرائيل في ضم الأراضي المجردة من السلاح في شمال فلسطين.
- قيام إسرائيل بتحويل روافد نهر الأردن، وفد أنشأت الدول العربية هيئة خاصة لاستثمار موارد هذه الروافد؛ فما كان من إسرائيل إلا أن أمعنت في تنفيذ ضم الأراضي وتحويل الروافد بقوة السلاح؛ وصعدت استفزازاتها بضرب المعدات الخاصة بهيئة استثمار الروافد، وتحرشت بالمزارعين السوريين؛ ما أدى على زيادة حدة الاشتباكات حتى وصلت إلى الاشتباك الجوي يوم 7/4/1967.

تواترت الأخبار عن التجهيزات الإسرائيلية للحرب؛ فأعلنت مصر حالة التعبئة القصوى؛ لالتزامها باتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا والموقعة في 4/11/1966.

طلبت مصر من قائد قوات الطوارئ الدولية سحب قواته يوم 16/5 من سيناء، وتم ذلك يوم 19/5.
وأعلن عبد الناصر إغلاق مضائق تيران يوم 23/5 في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهذا ما اعتبرته إسرائيل بمثابة إعلان حرب.

شرعت القوات المصرية والسورية تتوجهان نحو جبهات القتال، ووصلت فصائل من القوات الكويتية والسودانية الجزائرية إلى الجبهة المصرية، وتوجه الملك حسين إلى مصر يوم 30/5 وعقد معها اتفاقية دفاع مشترك، ووضعت القوات الأردنية تحت تصرف القيادة المشتركة.  واتضح من التعديلات الوزارية الإسرائيلية والتدابير الاستثنائية نية إسرائيل بالعدوان.

وفي ليلة 4-5/6 طلب السفيران الأمريكي والسوفيتي من عبد الناصر عدم البدء بالهجوم؛ ولم تمض ساعات قليلة حتى بدأت إسرائيل الحرب.

على الجبهة المصرية، قامت الطائرات الإسرائيلية بإخراج الطيران المصري من المعركة من الضربة الأولى؛ إذ تم ضرب الطائرات في مهابطها قبل أن تقلع، وهاجمت الطائرات الإسرائيلية جميع المطارات العسكرية تقريباً من الصعيد إلى القاهرة.

وحمل مخطط إسرائيل اسم "حركة الحمامة".  وقامت البحرية الإسرائيلية بغارات على الموانئ المصرية في إطار العدوان الشامل، وقدرت الخسائر المصرية بعشرة آلاف شهيد ومفقود وخسارة 80% من أعتدة الجيش.

وعلى الجبهة الأردنية وجهت إسرائيل ضربة للسلاح الجو الملكي فدمرت 32 طائرة في مطاري عمان والمفرق.

وقد حدثت معارك دامية في القدس، والضفة الغربية عموماً.  ورغم صمود الجيش الأردني؛ إلا أنه اضطر للانسحاب تحت الضغط الهائل للقوة الإسرائيلية يوم 6/6 مساء، وقد قدرت خسائر الأردنيين بـ "6094" شهيداً وخسارة 150 دبابة.

وعلى الجبهة السورية، لم يبدأ القتال حتى يوم 9/6، عدا عن الهجوم السوري على مصافي النفط في حيفا يوم 5/6 والذي ردت عليه إسرائيل بتدمير 60 طائرة سورية.

بدأ الهجوم البري الإسرائيلي على الجبهة السورية صباح 9/6 بقصف جوي مركز على المواقع الدفاعية، ودمرت 40 دبابة إسرائيلية، وتابعت إسرائيل هجومها يوم 10/6، واستولت على قمم جبل الشيخ الجنوبية وشمال الجولان، وخسرت سوريا 1000 شهيد و70 دبابة.

عدا عن انتصار إسرائيل؛ فقد أكملت احتلال بقية فلسطين، بما فيها القدس؛ وأضافت إليها الجولان من سوريا؛ وسيناء من مصر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال