أهمية دراسة الجيولوجيا من الناحية الزراعية.. تقدير كمية المياه الجوفية المتاحة علي أساس حساب الميزان المائي للأحواض المائية

من الناحية العلمية.. استطاع علم الجيولوجيا أن يضئ لنا طريق البحث في تاريخ الأرض ونشأتها وتكوينها، وما ظهر عليها من تغيرات أدت إلى بناء قاراتها وجبالها، وتطور الكائنات الحية التي سكنت سطحها.
ومن الناحية التطبيقية الاقتصادية فان الجيولوجيا ما كان لها أن تتقدم كعلم يخطو خطواته الواسعة، لولا العامل الاقتصادي، لأن مدنيتنا الحديثة التي قامت علي العلم والصناعة قد ضاعفت كثيرا من قيمة المعادن والصخور المكونة للقشرة الأرضية.    
كما يمكن دراسة أهميه الجيولوجيا من الناحية الزراعية من خلال دراسة مصادر المياه الجوفية في محافظة شمال سيناء كأحد مصادر المياه الأروائية المحلية. وقد أوضحت دراسة دياب (1988)، بأنه توجد المياه الجوفية في خمس وحدات جيولوجية مميزة هي:
1- ترسيبات الرمل والحصي من العصر الرباعي (مستودع صخور الحقب أو الزمن الرابع) حيث يبلغ عدد الآبار التي تستمد مياهها من هذا المستودع بحوالي 204 بئر أهلي وحكومي في شمال سيناء.
2- طبقات الحجر الجيري من العصر الايوسين حيث تتواجد بعض العيون التي تستمد مياهها من هذه الطبقات مثل عين الجديرات.
3- صخور العصر الكريتاوي الأوسط وهي تبشر بإمكانات مستقبلية للمياه الصالحة خاصة في مناطق وسط سيناء .
4- صخور العصر الكريتاوي السفلي حيث تحوي صخور الحجر الرملي النوبي مياه جوفية ذات نوعية صالحة للاستخدام في غالبية مناطق وسط سيناء.
5- صخور العصر البوراسي، وهي توجد في وسط سيناء في صورة أحجار رملية متداخل فيها طبقات من الطفلة مكونة وحدة من وحدات الحجر الرملي النوبي الحامل للمياه الجوفية الصالحة للاستخدام.
ويتضح مما سبق ذكره، أن مستودع صخور الحقب الرابع هو المصدر الرئيسي للمياه الجوفية في منطقة العريش والساحل الشمالي الشرقي في سيناء حيث أن معدل الإنتاج الآبار فيها مرتفع . بالإضافة إلى أن نوعية المياه الجوفية التي يحويها هذا المستودع تعتبر ذات ملوحة مقبولة وتكاليف إنشاء الآبار منخفضة وذلك نظرا لارتفاع مستوي المياه الجوفية في هذه المنطقة.
كما أوضحت نتائج الدراسة السابقة، أن مصدر تغذية الخزان الجوفي في منطقة شمال سيناء هو التسرب الرأسي لمياه تكوين الحجر النوبي الرملي الحامل للمياه الجوفية خلال فالق لحقن جنوب مدينة العريش، والتسرب الأفقي المحتمل من تكوينات العصرين الكريتاوي والأيوسيني بمناطق شرق البحر المتوسط حيث الأمطار والعواصف المطيرة بحوض وادي العريش وكذلك أحواض الوديان بالمنطقة ، وسلاسل جبال وسط وشمال سيناء. وأن احتمال تغذية مستودع الحقب الرابع عن طريق المياه المدفوعة من مستودع الحجر الرملي النوبي أمر قام.
ومن خلال دراسة كل من مصادر المياه الجوفية تغذية الخزان الجوفي، يمكن تقدير كمية المياه الجوفية المتاحة وذلك علي أساس حساب الميزان المائي للأحواض المائية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال