حزام الخرطوم الأخضر.. تلطيف الجو وحماية العاصمة من الهبوب والزوابع الترابية التي تسبق الأمطار. توفير بعض الاحتياجات من حطب الوقود وأخشاب المباني وأخشاب صناعات الكبريت والخشب المضغوط

1- أشار تقرير لجنة صيانة التربة لعام 1944 (‬‪Soil Conservation Committee Report 1944‬) إلى حدوث ظاهرة زحف الصحراء والتي تعني امتداد البيئة الصحراوية إلي الأقاليم شبه القاحلة جنوباً وأمن علي سياسة الغابات لعام 1932 وعلى برنامج حجز الغابات وإنشاء الأحزمة الواقية حول المدن الذي تقدم به المستر سميث باشمحافظ الغابات وعضو اللجنة وقد تم إنشاء أحزمة واقية حول كل من الأبيض والفاشر وطوكر وغيرها في الفترة من 1946 ‪–‬ 1976 وأهم هذه الأحزمة حزام الخرطوم الأخضر الذي أقامته مصلحة الغابات ضمن مشاريع الخطة العشرية للسنوات 60/61 ‪–‬ 70/1971 لحماية مدينة الخرطوم من الرياح الجنوبية (الهبوب) المحملة بالغبار والأتربة من الجزيرة قبل موسم الأمطار.
2- ‫تم تسويره بالسلك الشائك وتم إعداد الترع والقنوات ومرابيع الزراعة في العامين 1960 و 1961.‬
3- بدأت زراعة أشجار الكافور في 17/11/1962 في الجزء الغربي الذي خصص لاحتواء مياه مجاري الخرطوم.‬
4- يقع الحزام بين النيلين الأزرق والأبيض من كيلو 11 إلي كيلو 14 جنوب الخرطوم وشكله مستطيل تقريباً طوله 15 كيلومتر ومتوسط عرضه 3 كيلومترات تبلغ مساحته 7035 فدان وقد سجل كغابة محجوزة مركزية حسب ما جاء في الغازيتة نمرة 978 بتاريخ 15/12/1962.‬
5- يهدف حزام الخرطوم الأخضر إلي تحقيق الأغراض التالية:‬
أ‌. ‫توفير بعض احتياجات الخرطوم من حطب الوقود وأخشاب المباني وأخشاب صناعات الكبريت والخشب المضغوط.‬
ب‌. ‫توفير أمكنة للترفيه لسكان الخرطوم.‬
ت‌. ‫تلطيف الجو وحماية العاصمة من الهبوب والزوابع الترابية التي تسبق الأمطار في مدينة الخرطوم في شهري يوليو وأغسطس من كل عام.‬
ث‌. ‫إجراء تجارب وأبحاث عن أنسب الأشجار التي تلائم بيئة الخرطوم القاحلة من جهة واستعمال الأشجار لامتصاص مياه مجاري الخرطوم من جهة أخرى وقد خصصت 1000 فدان من الجزء الغربي من الحزام لاحتواء مجاري مياه الخرطوم ونجحت التجربة نجاحاً كبيراً.‬
ج‌. ‫توفير أمكنة مناسبة لتدريب طلبة كلية خبراء الغابات بسوبا وكليات الغابات بجامعة الخرطوم والسودان وغيرها علي أعمال فلاحة وحماية واستغلال الغابات.‬
6- اكتملت زراعة الحزام الأخضر (1000 فدان في الجزء الغربي المخصص لاحتواء مياه مجاري الخرطوم في عام 1967) و 4000 فدان الجزء الأوسط الذي تمت سقايته من ترعة الفراجين من مشروع الجزيرة في عام 1976.‬
7- حقق الحزام أهدافه المعلنة وكان قبلة سكان العاصمة والسوّاح وضيوف البلاد واكتسب سمعة عالمية كأحد الأحزمة الناجحة في وسط الصحراء.‬
8- ولكن دارت عليه الأيام وبدأ يعاني من العطش في الجزء الأوسط لحجز مياه الترعة لإنشاء مزارع خاصة جنوب الحزام كما صار يعاني من تغدق مياه المجاري التي زادت عن تقديراتها في الستينات نسبة للانفجار السكاني لعاصمة البلاد بدأ في التدهور وأصبح مصدراً طارداً لسكان العاصمة.‬
9- بدأت بوادر الإنقاذ في بداية عام 1989 حيث وافق العون الفنلندي لإعادة تأهيل الحزام ولكن كانت تنتظر الحزام مفاجئات ليست علي البال وهي كالآتي:-‬
‌أ. ‫في أكتوبر 1989 استقطعت الدولة خمسمائة فدان لإيواء سكان حلة عشش فلاتة.‬
‌ب. ‫في السنوات من 90 ‬‪–‬ 1998 بدأت الدولة تخطط للاستيلاء علي الحزام وفعلاً تم تخطيطه كخطة إسكانية سميت مدينة الأزهري.
10-  ‫هكذا اختفى الحزام الأخضر وبقيت مياه مجاري الخرطوم في العراء تهدد وتلوث البيئة والغريب في الأمر أن الحزام لا يزال في الأوراق الرسمية غابة مركزية محجوزة.‬
أحدث أقدم

نموذج الاتصال