معارك سلمة.. وصل مناضلون من اللد والعباسية لنجدة سلمة؛ فطاردوا الصهاينة حتى مشارف تل أبيب، وأحرقوا بعض منازل مستعمرة شابيرو

معارك سلمة:
سلمة قرية محاطة بالمستعمرات الصهيونية، تقع على طريق يافا- اللد، التي كانت التي كانت تسلكها القوات البريطانية من وإلى معسكر ليتفنسكي.

منذ 1/12/1947 والصهاينة يتحرشون بأهالي سلمة؛ حيث اعتدى سكان هتيكفا على مزارع عربية؛ فما كان من شبان سلمة إلا الرد بقتل اثنين من الصهاينة في نفس اليوم والمكان.

وتحسباً للرد؛ انتخب أهالي سلمة لجنة من 7 أعضاء كانت مهمتها تنظيم شؤون الدفاع وأمور الحراسة على أطراف القرية؛ وجمعوا السلاح والذخيرة من القرى المجاورة؛ ولهذا لم يحاول الصهاينة مهاجمة القرية؛ لعلمهم باستعداد القرية الجيد؛ ولكن بدلاً من الهجوم المباشر بدأوا بقصفها يومياً؛ لكن سكان سلمة رفضوا مغادرتها، بل أخذوا يردون على النيران بالمثل.

وفي يوم 18/12/1947، ارتكب الصهاينة مجزرة في قرية يازور المجاورة؛ لكنهم كانوا يرتدون زي الجيش البريطاني؛ فخشي سكان سلمة أن يتكرر الأمر معهم؛ فطلبوا من اللواء تدخله لمنع وحدات الجيش البريطاني من المرور في قريتهم؛ فادعى عدم قدرته على فرض رأيه على الجيش.

وبعد يومين مرت سيارة نقل بريطانية فهاجمها المناضلون وأحرقوها وجرحوا سائقها واستولوا على سلاحه؛ فغضب القائد العسكري البريطاني، وتوجه بقوة كبيرة إلى القرية، مطالباً بإعادة ببندقية السائق، ودفع خمسة آلاف جنيه، تعويضًا عن جرح السائق وحرق الشاحنة.

ولما رفض الأهالي الاستجابة، اعتقل بعضهم؛ وفيهم لجنة الدفاع.
وبعد مفاوضات طويلة، وافقت السلطات العسكرية على قطع طريق يافا وإطلاق سراح المعتقلين؛ وزرعت أعمدة أسمنتية حول القرية؛ بحجة ضمان قطع الطريق؛ وهي في الواقع، لمنع أي إمدادات قد تصل إليها من القرى المجاورة.

شن الصهاينة هجوماً قوياً بمجرد مغادرة البريطانيين؛ فتصدى لهم الأهالي وكبدوهم خسائر فادحة؛ فأجبروا على التراجع؛ لكن المفاجأة كانت أن هناك هجومًا آخر من شمالي للقرية؛ إلا أن مناضلي سلمة استطاعوا صد الهجوم، وقاموا في الليلة نفسها بهجوم معاكس على مستوطنة هيتكفا، وأشعلوا النار في بعض المنازل؛ ففر سكان المستوطنة تاركين 26 طفلاً وراءهم، سلمهم المجاهدون للسلطات البريطانية.

جاءت قوات جديدة لنجدة هتيكفا، ووصل مناضلون من اللد والعباسية لنجدة سلمة؛ فطاردوا الصهاينة حتى مشارف تل أبيب، وأحرقوا بعض منازل مستعمرة "شابيرو"؛ فتدخلت السلطات البريطانية، وأجبرت المناضلين على التراجع، بعد طلب من رئيس بلدية تل أبيب.

وأحاطت القوات البريطانية بسلمة من كل جانب بدعوة الفصل بينها وبين المستعمرات المجاورة؛ فاستغل الصهاينة الظرف لتحصين مستعمراتهم.
ولما انتهوا من التحصين انسحبت القوات البريطانية.

تمكن سكان سلمة من الصمود حتى أواسط نيسان 1948؛ وظلوا يقاومون حتى نفدت ذخيرتهم، ووصلهم خبر سقوط يافا 28/4/1948؛ فبدأوا في مغادرة القرية، ولم يجرؤ الصهاينة على دخول القرية إلا بعد أيام من هجرة أهاليها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال