حرب 1948.. سيطرة القوات الصهيونية على الجزء المخصص لإسرائيل حسب قرار التقسيم بالإضافة إلى أجزاء أخرى ومواجهة أي هجوم عربي محتمل

حرب 1948:
صممت الصهيونية والقوى الداعمة لها على إقامة الدولة اليهودية في فلسطين بناء في قرار التقسيم؛ ما حدا بالدول العربية إلى السعي لحماية فلسطين؛ فنشآت الحرب الأولى بين الجيوش العربية الخمسة التابعة لمصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان من جهة والقوات الصهيونية من جهة؛ فيما عرف بحرب 1948.

وكانت الجامعة العربية في 16/9/1947 قد قررت تقديم أقصى ما يمكن من الدعم العاجل لأهل فلسطين في حال إقرار التقسيم.

هب العرب من خلال جيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس للدفاع عن فلسطين ضد جيش الصهاينة، الذي بلغ عدده حوالي 67 ألف مقاتل، مقابل 24 ألف مقاتل للجيوش العربية مجتمعة؛ مع فارق التدريب ونوعية الأسلحة لصالح الصهاينة.

أعلن بن غوريون يوم 14/5/1948 قيام دولة إسرائيل، وشكل حكومة مؤقتة لها، واعترفت بها كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على الفور.

انسحبت القوات البريطانية يوم 15/5/1948 مخلفة وراءها عتادها وأسلحتها، وكانت الهاغاناه قد أكملت استعداداتها للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من فلسطين؛ ورمزت لخطتها برمز "دال"؛ وأعلنت التعبئة العامة بين القوات الصهيونية منذ مطلع نيسان 1948.

وخلال شهر ونصف، تمكنت هذه القوات من السيطرة على الجزء المخصص لإسرائيل؛ حسب قرار التقسيم، بالإضافة إلى أجزاء أخرى؛ وأصبحت جاهزة لمواجهة أي هجوم عربي محتمل.

دخلت الجيوش العربية، التي كانت أقل بكثير مما كان متوقعاً؛ وبدون خطة واضحة.  وقد أجمع رؤساء أركان الجيوش في ذلك الوقت على أن جيوشهم غير جاهزة لخوض حرب؛ وكانت غير واضحة المهام؛ بل تعدى الأمر ذلك إلى تغيير المهام في الساعات الأخيرة.

في منتصف ليلة 15/5/1948 دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين.
ورغم النواقص التي عانتها؛ إلا أنها حققت نجاحات في الأيام الأولى لدخولها؛ ما دعا أمريكا أن تطلب من مجلس الأمن إصدار قرار لوقف إطلاق النار.

وصلت الخطوط الأمامية إلى بيت لحم، وضواحي القدس الجنوبية، وغرباً حتى حدود يافا؛ كما سيطر الجيش المصري على منطقة النقب وخليج العقبة؛ وسيطر الجيش السوري على الجليل حتى جنوب بحيرة طبريا؛ ووقف الجيش اللبناني غير يعبد عن عكا؛ وسيطر الجيش العراقي على قلب فلسطين، وامتدت خطوطه إلى طولكرم وجنين وحدود تل أبيب؛ كما سيطر الجيش الأردني على غور الأردن الجنوبي، ومنطقة القدس ورام الله والرملة؛ حتى التقى بالجيش العراقي والمصري؛ ولكن سرعان ما توقف اندفاع الجيوش العربية وجاءت الهدنة الأولى؛ فتغيرت الأوضاع، وانقلبت الموازين.

أعلنت أمريكا وبريطانيا أن الحالة في فلسطين تهدد السلم العالمي؛ وضغطتا على الدول العربية وبذلتا الوعود؛ فقبلت جامعة الدول العربية قرار مجلس الأمن رقم 50 في29/5/1948 ، القاضي بوقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع. وفي صباح 11/6/1948 توقف القتال.

وقد نص القرار على منع الأطراف من تحصين مواقعها الراهنة، وألا تعزز قواتها الراهنة.
وتقيد العرب ببنود القرار؛ لكن هذه الهدنة أتاحت لإسرائيل إعادة تنظيم قواتها وتدريبها؛ كما وصلت إلى إسرائيل خلال الهدنة كميات كبيرة من الأسلحة.

عاد الجانبان للقتال يوم 9/7/1948؛ لكن مجلس الأمن ما لبث أن أصدر قراراً آخر بالهدنة الثانية، يوم 15/7/1948، التي بدأت عملياً يوم 18/7/1948؛ بعد أن تمكنت إسرائيل في الأيام العشرة من احتلال مساحات أخرى من الأرض.

لم يحدد المجلس زمناً لهذه الهدنة؛ على أمل أن تتحول إلى هدنة دائمة.
وقد انهمك الكونت برنادوت في تلك الفترة في إعداد خارطة لفلسطين، عازماً على تعديل قرار التقسيم؛ فأعد مشروعاً عرف باسم "مشروع الكونت برنادوت"؛ لكن الإسرائيليين لم يعجبهم المشروع؛ فقاموا باغتياله في القدس يوم 17/9/1948.

مجدداً تابعت إسرائيل خرق الهدنة، رغم قبولها لها؛ ونظمت هجوماً على القوات المصرية في الفالوجة 27-28/7/1948؛ لكنة أحبط؛ وهاجمت عراق المنشية، وأخفقت في السيطرة عليها؛ إلا أنها نفذت عدة عمليات على طريق النقب، أدت على احتلاله والوصول إلى مرفأ "أم الرشراش"، الذي سماه الإسرائيليون بعد ذلك "ميناء إيلات"، وهو جزء من خليج العقبة.

قام الطيران الإسرائيلي يوم 15/10/1948 بقصف مطار العريش وغزة وبيت حانون والمجدل والفالوجة؛ لإخراج القوات المصرية من المعركة.

وفي 16/10 قطعت خطوط المواصلات المصرية، ودارت معركة أخرى حول عراق المنشية تمكنت المدفعية المصرية فيها من صد الهجوم الإسرائيلي،.

وفي 19/10 احتلت القوات الإسرائيلية الحليقات، وأصبح بإمكانها التقدم نحو الجنوب؛ ما دفع القوات المصرية إلى إخلاء المجدل خوفاً من التطويق.

أصدر مجلس الأمن مجدداً قرراً في 29/12/1948 بوقف إطلاق النار، وأعلنت بريطانيا أنها ستقوم بمساعدة مصر إن لم تلتزم إسرائيل بالهدنة.

وبعد هذا توقفت الاشتباكات واستمر الصراع السياسي حتى انتهي الأمر بعقد اتفاقات هدنة دائمة فردية فيما عرف باسم "اتفاقيات رودس"، وكانت هذه نهاية الحرب في تلك الفترة.  وقد تمت الاتفاقية برعاية الأمم المتحدة في جزيرة رودس في شباط 1949.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال