انتفاضة 1987.. توقيع إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل فيما عرف باسم اتفاق أوسلو

انتفاضة 1987:
بسبب من التراكمات القمعية التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967، من قتل واعتقالات وإقامة مستوطنات...إلخ، والتي ظلت تحتشد في صدور الفلسطينيين، كن التاسع من كانون أول عام 1987 موعدًا لتفجير انتفاضة الغضب الفلسطيني في وجه الجلاد المحتل، حين صدم سائق شاحنة إسرائيلي أربعة عمال فلسطينيين فقتلهم على الفور، عند المعبر الفاصل بين حدود الاحتلالين 1948 و1967؛ فاشتعل قطاع غزة مبتدئًا بمخيم جباليا أولًا؛ ليمتد في اليوم التالي إلى باقي قطاع غزة، ولتمتد نار الغضب الشعبي إلى كافة أنحاء الأرض المحتلة.

استمرت الانتفاضة لمدة سبع سنوات.
وانتهت الانتفاضة بتوقيع إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، فيما عرف باسم اتفاق أوسلو، بعد أن خلفت آلاف الشهداء والمعتقلين ومئات آلاف الجرحى.

بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت عام 1982، نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان، وابتعاد القيادة الفلسطينية عن خط التماس مع الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدأ الإحساس لدى الفلسطينيين بأهمية نقل المعركة ضد (إسرائيل) إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، لمقاومة استمرار الاحتلال الإسرائيلي ووقف الممارسات الإسرائيلية ضدهم.

وجاء انعقاد مؤتمر القمة العربي الطارىء في عمان 8/11/1987، لبحث الحرب العراقية – الإيرانية وغياب القضية الفلسطينية لأول مرة عن جدول أعمال مؤتمرات القمة العربية، بمثابة العامل المساعد الآخر الذي دفع الفلسطينيين إلى التحرك من أجل إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وضرورة استمرار بقائها القضية المركزية في الوطن العربي.

مما دفع الشعب الفلسطيني إلى أن يقوم بانتفاضة بطولية، عمت جميع أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وكان لها الأثر الكبير في إحياء القضية الفلسطينية، ومهدت الطريق أمام إشراك منظمة التحرير الفلسطينية في عملية السلام.

أسباب الانتفاضة:

يمكن إجمال الظروف التي ساهمت في انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية بالأسباب التالية:

1- تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، خاصة بعد انعقاد مؤتمر القمة العربي في عمان، الذي لم يبحث في إزالة الاحتلال الإسرائيلي عن الضفة الغربية وقطاع غزة. وشعور الفلسطينيين بأن عليهم أن يأخذوا المبادرة بأنفسهم، ويعملوا من أجل الضغط على (إسرائيل) لكي تنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

2- خروج مصر من ساحة الصراع العربي – الإسرائيلي، بعد توقيعها على اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع (إسرائيل)، وافتقاد الجماهير الفلسطينية الأمل بحل عربي يزيل الاحتلال الإسرائيلي عنهم، بسبب عدم إمكانية حدوث مواجهة عربية ضد (إسرائيل) من دون مشاركة مصر.

3- خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، وابتعاد القيادة والثورة الفلسطينية عن فلسطين، مما أوجد الخشية لدى الفلسطينيين في الداخل، بأنهم أصبحوا بعيدين عن التأثير على صانع القرار الفلسطيني، وأنه لا بد من العمل من أجل إبقاء النضال في الداخل الأساس في تحرك قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج.

4- الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الداخل، واستمرار الاحتلال طيلة عشرين سنة، من دون وجود بوادر أمل على نهايته.ومصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات، ومحاصرة المدن والقرى الفلسطينية واعتقال القيادات في الداخل، مما أوجد حالة من الإحساس الوطني بضرورة التصدي للاحتلال الإسرائيلي والعمل على إزالته.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال