معركة مشمار هعيمك - حامية المرج.. اختبار القدرة الدفاعية للمستعمرات، ومعرفة أساليب التنسيق بينها، ومدى قدرة الصهاينة على خوض معركة في العراء بعد استدراجهم

معركة مشمار هعيمك "حامية المرج":
مشمار هعيميك مستعمرة تقع في مرج ابن عامر.

كانت خطة جيش الإنقاذ في الهجوم على مستوطنة مشمار همعيميك تهدف إلى اختبار القدرة  الدفاعية للمستعمرات، ومعرفة أساليب التنسيق بينها، ومدى قدرة الصهاينة على خوض معركة في العراء بعد استدراجهم.

سبقت عملة الهجوم على المستعمرة عملية هجوم مخادعة على مستعمرة زراعيم ليلة 4/4 ودمرت مجموعة من المنازل وبرك المياه.

وتمكن أفراد وحدة جيش الإنقاذ من أخذ مواقعهم بسرية جوار مشمار هعيميك؛ وذلك لأن الأنظار اتجهت إلى زراعيم.

في مساء نفس اليوم (4/4) فتحت مدافع جيش الإنقاذ نيرانها على المستعمرة، وتقدمت سرية من المشاة إلى الأسلاك الشائكة، وبدأت بتقطيعها.  واقتربت مصفحات جيش الإنقاذ من أبراج الحراسة وقصفتها بكثافة حتى أسكتتها نهائياً.

انسحب القاوقجي بعد حلول الليل إلى التلال المجاورة، ووجه إنذاراً إلى المستعمرة بإرسال وفد للتفاوض لوضع المستعمرة تحت حماية جيش الإنقاذ؛ فأرسلت المستعمرة مندوباً يعلمهم بأن هيئة تمثل المستعمرة يصحبها ضباط بريطانيون سيصلون للمفاوضة ظهراً.

اضطر القاوقجي لإرسال نجدات إلى القسطل؛ بسبب تطورات الموقف هناك، وجاء وفد من المستوطنة إلى القاوقجي الذي أمهلهم 24 ساعة لنقل قتلاهم والتقرير بشأن الاستسلام؛ لكن السيارات التي كانت تنقل جثث القتلى كانت تعود محملة بالرجال والسلاح، وفي صباح 10 نيسان قام الصهاينة بأعنف هجوم عرف حتى تلك الفترة؛ فطوقوا قوات جيش الإنقاذ وعزلوها عن مواقعها واضطروها للعودة مسافة 4كم عن مواقعها.

أعادت قوات جيش الإنقاذ تنظيم نفسها، وفي صباح 11/4 فتحت المدفعية العربية نيرانها على المستعمرة ،وقام المشاة بهجوم قوي عليها؛ فبدأ أفراد “الهاغاناة” بالتراجع باتجاه المستوطنة والمستوطنات المجاورة.

راح جيش الإنقاذ يتقدم متجاوزًا الجثث والأسلحة المتروكة، وعادت في هذه الأثناء القوة التي شاركت في معركة القسطل.

وفي نفس الوقت وصلت قوات دعم صهيونية جديدة، وقام الصهاينة بهجوم مضاد؛ فنجح مأمون البيطار في إحباط الهجوم لكنه استشهد في المعركة، وتوقفت قوات جيش الإنقاذ عند قرية منسي، وأعادت تنظيم نفسها، وقامت بهجوم ثان، واستردت المواقع التي خسرتها، وألحقت الهزيمة بالقوات الصهيونية.

استمر القتال 7 أيام دون انقطاع، تم خلالها تحرير التلال المحيطة بالمستعمرة، وقتل قائد الحامية الصهيونية؛ وهاجر على إثر ذلك عدد كبير من سكان المستوطنة إلى مناطق أخرى.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال