انتفاضة النفق 1996.. توارد الأخبار عن حفر إسرائيل لنفق تحت المسجد الأقصى ما يهدد بسقوطه

انتفاضة النفق 1996:
هذه الانتفاضة قصيرة العمر، استمرت عدة أيام بعد توارد الأخبار عن حفر إسرائيل لنفق تحت المسجد الأقصى، ما يهدد بسقوطه؛ فاشتعلت الأراضي الفلسطينية غضبًا وغيرة، وخاضوا مقاومة شرسة عرفت بـ"انتفاضة النفق"، التي خلفت شهداء وجرحى؛ ولكنها أوصلت رسالة إلى إسرائيل بأن المسجد الأقصى خط أحمر لن يتركه الفلسطينيون فريسة للغطرسة والعدوان.

في صباح يوم (12 من جمادى الأولى 1417هـ = 25 من سبتمبر 1996م) أقدم الاحتلال الصهيوني على فتح نفق أسفل "المسجد الأقصى"، والذي شقه الصهاينة طوال السنوات الماضية بعد محاولتين فاشلتين قام الاحتلال الصهيوني لفتحه وكانت المرة الأولى عام 1986 والثانية عام 1994م.

نظرًا لتدخل الأوقاف الإسلامية والحيلولة دون عمليات الحفر، فقد اعتبرت تلك العمليات خطوة تجاه هدم "المسجد الأقصى" ضمن المخطط الصهيوني الرامي إلى تكملة بناء ما يُسمى بحائط المبكى على حساب "المسجد الأقصى" في إطار الأهداف الصهيونية التي لا يتورع الاحتلال الصهيوني عن إعلانها، والتي لا يفتأ زعماء الصهاينة والمتطرفين يرددونها بمناسبة وبغير مناسبة حتى تستقر في وعي ووجدان اليهود وتصبح جزءًا من موروثهم العقدي والسياسي. وهذا النفق يمتد بطول 450 متراً أسفل المسجد الأقصى والعقارات الإسلامية المحيطة به.

وحينما اعترض الفلسطينيون الذين استشعروا خطورة فتح هذا النفق على المباني الأثرية في المنطقة المحيطة بالمسجد، واجههم الاحتلال الصهيوني في اليوم التالي بحشد أكثر من (5000) جندي في تحرش ظاهر لمواجهة اعتراض الفلسطينيين.

وإزاء هذا التحرش السافر فقد هبَّ أبناء "فلسطين" للدفاع عن "المسجد الأقصى" فواجههم الصهاينة بالرصاص، وحدثت مجزرة ضخمة استشهد فيها (10) فلسطينيين وأُصيب نحو (150) آخرون من جرَّاء العنف الصهيوني.

وعلى الرغم من الطابع السلمي الذي خيم على التظاهرات الفلسطينية احتجاجاً على فتح النفق، إلا أن قوات الاحتلال الصهيوني واجهت هذه التظاهرات بإطلاق الرصاص المطاطي والرصاص الحي بكثافة وخاصة من العيارات المختلفة مثل رصاص عيار 500 ملم و800 ملم كما استخدمت الطائرات المروحية والدبابات بالإضافة إلى اشتراك المستوطنين الإسرائيليين في إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين والنتيجة سقوط عدداً من الشهداء والجرحى.

وقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في هذه الهبة 63 شهيداً، و1600 جريحاً منهم 458 جريحاً في قطاع غزة.

كما كان للهبة نتائج سياسية لعل أبرزها هو:
1-   توقيع برتوكول إعادة الانتشار في منطقة الخليل بتاريخ 17/يناير/1997م.
2-   أثبتت أن هناك خيارات أخرى للشعب الفلسطيني غير طريق التفاوض.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال