أمن المنشآت ومراقبة الاتصالات.. تحقيق الاتصالات داخل المنشأة دون أي تعرض أو تعقيد. رقابة الاتصالات لتحقيق أمن هذه الاتصالات وتحقيق السرية فيها

أصبحت المعلومات والاتصالات عنصرين متلازمين ومتكاملين في كافة المجالات المدنية والعسكرية، ولذلك أصبحت المحافظة عليها مجالاً هاماً من المجالات التي تحظى باهتمام المنشآت والمؤسسات بهدف استقرار النشاط الإنساني بشكل عام والنشاط الاقتصادي على نحو خاص.

ونستعرض هنا أهمية وكيفية تحقيق أمن المنشآت ومراقبة الاتصالات بهدف رفع كفاءة أداء رجال الأمن في المنشأة:

أمن المنشآت Security installations
يعني أمن المنشآت ضرورة المحافظة على مسيرة المنشأة في ظل كافة الظروف التي تمر بها مسيرة العمل في هذه المنشأة من ناحية مراقبة الدخول والخروج، وأسلوب العمل بالداخل، بما لا يعرضها لأي عمل إرهابي أو تدميري، والحفاظ على المنشأة من أية كارثة قد تتعرض لها، مثل: الحرائق، أو تسرب الغاز... إلخ، وهو ما يستلزم توفير التقنية الأمنية الحديثة لرفع كفاءة أداء رجال الأمن.

وقد ساعدت التقنية الحديثة في الرقابة على الدخول إلى المنشآت والمطارات والمواني، وكذلك استخدام البطاقات الممغنطة لالأعضاء والزوار، وكذلك في السماح بالتواجد في المناطق المعينة طبقاً لحاجات العمل، هذا مع توفير أجهزة الاتصالات السريعة التي تحقق سرعة الاتصالات والنجدة في حالات الطوارئ وحسن الاستخدام والتدريب عليها.

والناحية الأخرى الخاصة بأمن المنشأة تتعلق بأمن المعلومات، التي هي نتاج يتشكل من الظواهر والحقائق المحسوسة "البيانات"، والتعليمات المطلوبة لفهم وتفسير هذه البيانات وإعطائها معنى، ثم يكتسب أهميته بعد ذلك من وظيفته.

وهذا كله يجعل المعلومات متميزة ومختلفة تماماً عن التكنولوجيا وأدواتها، وأن أهم ما نفعله هو تفعيل هذه المعلومات الذي يعتمد على التكنولوجيا المستخدمة في ملاحظة وتجميع البيانات وتركيزها وتخزينها والسرعة في معالجتها.

إن هذا الحكم ونوع المعلومات التي يجري توليدها وتوظيفها بلا انقطاع على مدار الساعة - وهي معلومات ما تلبث أن تتكامل بشكل حيوي يتصل بالحياة اليومية للمؤسسة والمجتمع ككل - هو الذي قاد البشرية إلى عصر المعلومات أو العصر الذي تمارس فيه الحياة من أبسط أشكالها إلى أعلى مستويات التعقيد فيها.

وهذا يقودنا إلى الحديث عن أمن الاتصالات ومراقبة الاتصالات، فالمقصود بأمن الاتصالات: أن يتم تحقيق الاتصالات داخل المنشأة دون أي تعرض أو تعقيد؛ بمعنى أنه ضرورة توفر نظم اتصالات حديثة تسهل كافة الاتصالات داخل المنشأة دون أي تنصت من أي جانب منافس لنشاط المؤسسة.
أما مراقبة الاتصالات فالمقصود بها: رقابة الاتصالات لتحقيق أمن هذه الاتصالات وتحقيق السرية فيها.

وحديثنا هنا ينصب على الاتصالات داخل المؤسسة، هذا بخلاف تحقيق الاتصالات المباشرة دون استخدام هذه الأجهزة، سواء بين المستويات الإدارية المختلفة من العليا إلى السفلى، أو العكس، بخلاف الاتصالات الأفقية بين ومع الأجهزة المختلفة.

من هذا المنطلق كان على المنشأة السعي نحو تحقيق أمنها وأمن الاتصالات الخاصة بها، وهو ما أصبح مجالاً للاختراق في الوقت الحاضر في ظل المنافسة من المنشآت المماثلة – داخل الدولة أو من الدول الأخرى – بهدف كسب أسواق المنشآت الأخرى وتحقيق التميز.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال