يجبُ في تمييز هذا الباب خمسةُ أمور:
1- أن يتأخرَ، فلا يُقالُ: "رجلاً نِعْمَ زهيرٌ". وقد يتأخرُ عنه نادراً، نحو: "نعم زهيرٌ رجلا".
1- أن يتأخرَ، فلا يُقالُ: "رجلاً نِعْمَ زهيرٌ". وقد يتأخرُ عنه نادراً، نحو: "نعم زهيرٌ رجلا".
2- أَن يكون مُطابقاً للمخصوص إفراداً وتَثنيةً وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً، نحو: "نِعمَ رجلاً زهيرُ"، ونعمَ رجلينِ زهيرٌ وأخوهُ"، و "نعمَ رجالا أنتمْ"، ونِعمتْ فتاةً فاطمةُ"، و "نعمتْ فتاتَينَ فاطمةُ وسُعادُ"، "ونِعمت فَتَياتٍ المجتهداتُ"، ومن ذلك قولِ الشاعر:
نِعْمَ امْرأَين حاتمٌ وكَعْبٌ -- كِلاهُما غَيْثٌ، وسَيْفٌ عَضْبُ
نِعْمَ امْرأَين حاتمٌ وكَعْبٌ -- كِلاهُما غَيْثٌ، وسَيْفٌ عَضْبُ
3- أن يكونَ قابلاً لألْ، لأنه محوَّلٌ عن فاعلٍ مُقترِنٍ بها، كما تقدَّمَ، فإن قلتَ: "نِعمَ رجلاً زهيرٌ"، فالأصلُ: "نعمَ الرجل زهيرٌ". فإن لم يَقبلها: كمِثْلٍ وأيٍّ وغير وأفعلَ في التَّفضيل، فلا يُمَّيزُ به هذا الباب.
(اذا اريد بأفعل معنى التفضيل فلا يُميز به، فلا يقال: "نعم أَكرم منك خالد"، ولا: "نعمَ أفضل رجل علي"، لانه حينئذ لا يقبل (أل) اذا حوّله فاعلا. أما ان لم يرد به معنى التفضيل، فجائز التعبير به نحو: "نِعْمَ أعلم زهير" اي: نِعْم عالماً زهير" لأنه يصح أن تباشره (أل) في هذه الحالة، فنقول: "نِعْمَ الاعلم زهير").
4- أنه لا يجوز حذفُهُ، إذا كان فاعلُ هذه الأفعال ضميراً يعودُ عليه، وقد يُحذَف نادراً: كقولك: "إن قلت كذا فَبِها ونعْمتْ"، أي: "نِعمتْ فِعلةً فعلتُك" ومنه حديثُ: "مَنْ توَضأ يوم الجمعة فَبِها ونِعمتْ"، أي: "فبالسُّنةِ أخذَ، ونِعمت سُنَّةُ الوَضوء".
أما إن كان فاعله اسماً ظاهراً، فلا يحتاج الكلام إلى ذكر التمييز، نحو: "نعمَ الرجلُ عليٌّ" لأنَّ التمييزَ إنما هو لرفعِ الإبهام، ولا إبهامَ مع الفاعل الظاهر.
وقد يجتمع التمييز مع الفاعل الظاهر، تأكيداً له، فإنَّ التمييزَ قد يُذكرُ للتأكيد، لا لرفعِ الإبهام، كقول الشاعر: "نِعمَ الفتاةُ فتاةً هند..." (البيتَ السابقَ).
وقد يُجرُّ التمييزُ، في هذا الباب، بِمنْ كقولِ الشاعر:
تخَيَّرَهُ، فلم يَعْدِل سِواهُ -- فَنعْمَ الْمَرءُ من رجلٍ تِهامِي
ومِثله تمييزُ "حَبّذا وحَبَّ"، كقول الشاعر:
يا حَبَّذا جَبلُ الرَّيانِ من جَبَلٍ -- وحبَّذا ساكِنُ الرّيان، مَنْ كانا
يا حَبَّذا جَبلُ الرَّيانِ من جَبَلٍ -- وحبَّذا ساكِنُ الرّيان، مَنْ كانا
التسميات
نحو