دور الاستثمارات العربية في عملية التكامل الاقتصادي العربي.. تحقيق نهضة الأمة العربية وتطورها وبنائها الحضاري

دور الاستثمارات العربية في عملية التكامل الاقتصادي العربي
Role of Arab investments in Arab economic integration process

يعد العالم اليوم عالم التكتلات الاقتصادية العملاقة، واحتكار للموارد الاقتصادية والتكنولوجية ورأس المال وغيرها، في الوقت الذي لا يزال فيه وطننا العربي بعيداً كل البعد عن إنجاح التكتلات الاقتصادية العربية (التكامل الاقتصادي العربي) أوالتعاون المشترك، على الرغم من أن وطننا العربي تتوفر فيه كل مقومات اللازمة لقيام ونجاح التكتلات الاقتصادية المشتركة القادرة على الصمود، والمنافسة، والاستمرارية، وغزوالأسواق العالمية.

إن الإمكانيات القطرية مهما اتسعت تبقى عاجزة للإيفاء بكل مستلزمات التطور والنمو وبخاصة في عصر الثورة العلمية والتكنولوجية الواسعة والمتسارعة والمنافسة في إطار توجهات العولمة. لذلك يبرز التكامل الاقتصادي العربي كوسيلة أساسية لابد منها لتحقيق نهضة الأمة العربية، وتطورها وبنائها الحضاري إن لم يكن الوسيلة التي لابد منها للوصول إلى ذلك.

إذ أن التنمية بجوانبها الشاملة لا يمكن تحقيقها إلا في إطارها العربي،  وبخاصة في الوقت الحاضر الذي يشهد اتجاهاً واسعاً للتكامل، والتكتلات الاقتصادية، والسياسية الكبيرة بمثل الاتحاد الأوروبي، ومنطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA) ومجموعة دول جنوب شرق آسيـا (ASIAN)، فضلاً عن  تكتلات جهوية عديدة (أكثر من 40 تكتلا) منتشرة بين دول القارات الخمس.

وأهم ما يلاحظ عن كل هذه التكتلات هوأنه بقدر ما كان العمل الاستثماري المباشر ناجحاً في أحد هذه التكتلات بقدر ما برهن ذلك على قوته سواء من حيث تنظيمه أومن حيث تطوره من وضع إلى وضع أكثر تطوراً.

ولعل أصدق مثال يمكن تقديمه عن ذلك هومثال الاتحاد الأوروبي الذي انطلق في نشأته مع معاهدة سنة 1951 المتضمنة إنشاء المجموعة الأوروبية للحديد والفحم، وهوتكتل مضمونه مضمون اقتصادي استثماري، والذي تطور بفعل ترقية التعاون الاقتصادي الأوروبي البيني الذي بلغ تجاريا حــوالي 70 % من التجارة الخارجية لدول الاتحاد إلى إبرام معاهدة ماستريخت (MASTRICHT) في 7 فبراير 1992 التي عرفت إنشاء الاتحاد في أعلى مفهومه السياسي.

لذلك تبرز الاستثمارات البينية العربية بوصفها مدخلاً أساسياً من مداخل التكامل الاقتصادي العربي، إن لم تكن المدخل الأكثر أهمية، لأنها تناسب الدول العربية التي تحتاج لإقامة القدرة الإنتاجية، والتي لا يناسبها مدخل تحرير التجارة بسبب ضعف الإنتاج نتيجة ضعف قدراتها الإنتاجية، ولأن مقومات هذه الاستثمارات وسبل تنشيطها متاحة ويمكن توفيرها، والتي يقف على رأسها توفر الموارد لتمويل عملية الاستثمارات البينية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال