العولمة والنظام الاقتصادي.. اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة وانتقال الأموال والقوى العاملة والثقافات

العولمة والنظام الاقتصادي
Globalization and economic system

يرى البعض إلى ضرورة التمييز بين العولمة والنظام الاقتصادي الدولي إذ أن العولمة (هي اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة وانتقال الأموال والقوى العاملة والثقافات ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق وخضوع العالم لقوى السوق العالمية مما يؤدي إلى إختراق الحدود القومية وإلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة وأن العنصر الأساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات).

أما الاقتصاد الدولي فهو بالدرجة الأساس يركز على علاقات اقتصادية بين دول ذات سيادة وقد تكون هذه العلاقات منفتحة جداً في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، ولكن يبقى للدول دور كبير في إدارتها وإدارة اقتصادها.

في حين يؤكد عديد من الكتاب ضرورة فهم العولمة على أنها (أمركــة العالم)، حيث تختفي الحدود الفاصلة بين المفهومين فهما مترادفإن يعبران عن الشئ ذاته، إذ يذهب (هانز بيتر مارتين و هارالد شومان) إلى أن العولمة في سوق المال وإلى حد ما هي (أمركة العالم).

فالأمركة ليست أسطورة بل حقيقة ملموسة تعيشها حتى أوربا وتحتج عليها وتعدها خطراً ستراتيجياً يهدد استقلالها السياسي والاقتصادي وهويتها القوميــة، ولعل مقاومة فرنسا لها في مفاوضات الجات ودفاعها عما يعرف (الاستشفاء الثقافــي) أسطع دليل على وجودها وعلى مخاطرها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال