مفهوم البيئة السياسية.. النظام السياسي أو نظام الحكم الذي يضم المؤسسات الحكومية، والذي يحدد السياسة العامة للمجتمع

مفهوم البيئة السياسية
The concept of the political environment

ويفهم من البيئة السياسية النظام السياسي أو نظام الحكم الذي يضم المؤسسات الحكومية، والذي يحدد السياسة العامة للمجتمع ويوفر لها الأدوات اللازمة لتنفيذ تلك السياسات وفقاً للفلسفة السياسية نفسها.

ويعرف النظام السياسي بأنه (مجموعة من العناصر أو الأجزاء التي ترتبط فيما بينها وظيفياً بشكل منتظم بما يتضمنه ذلك من تفاعل واعتماد متبادل، تغيير في أي عنصر أوجزء إنما يؤثر على بقية العناصر أو الأجزاء) بمعنى أن أي نظام هوناتج تفاعل مجموعة من العناصر المرتبطة ببعضها بنوع من التنظيم في أطار معين.

يلاحظ أن مصطلح النظام السياسي أستخدم كمرادف لنظام الحكم، فالمدرسة الدستورية فهمت النظام السياسي على أنه المؤسسات السياسية وبالذات المؤسسات الحكومية (التنفيذية، التشريعية، القضائيــة)، ولكن تحت تأثير المدرسة السلوكية اتخذ مفهوم النظام السياسي أبعاداً جديدة وأصبح يشير إلى شبكة التفاعلات والعلاقات والأدوار التي ترتبط بظاهرة السلطة سواء من حيث منطلقها (الجانب الأيديولوجي) أو القائمون على ممارستها (النخبـة) أو الإطار المنظم لها (الجوانب المؤسسية).

وهناك مفاهيم للنظم السياسية قد تتقارب أو تبتعد عن بعضها لكنها بالناتج تقربنا من فهم عميق وواسع ومن جوانب مختلفة لما نحن عليه، ومنها:

1- إن مفهوم النظام السياسي أصبح تعبيراً عن ذلك الكل الذي يتأتى من نتاج التفاعل والترابط الواعي بين مختلف المتغيرات الواقعة ضمن الإطار السياسي العام، إما تكون بنائية وتشتمل على المقومات المادية والبشرية والمعنوية إلى جانب المقومات التنظيمية والقيادية، وإما متغيرات وظيفية تتعلق بطبيعة ووظيفة النظام السياسي وحجمها أومتغيرات تختص بالعلاقة الداخلية والخارجية ونوعيتها.

2- إن مفهوم النظام السياسي لا يعدو أن يكون مفهوماً تحليلياً يستخدم لفهم ظاهرة معينة ولا يعرف له وجود مادي في الواقع، ويعتمد وجوده على نمط مستمر من التفاعلات والعلاقات الإنسانية، ويترتب على ذلك أنه لا بد أن يتضمن النظام السياسي درجة عالية من الاعتماد المتبادل بين وحداته بحيث أن التغير الذي يطرأ على أي منها يؤثر في باقي الوحدات الأخرى إن سلباً أو إيجاباً.

3- إن مفهوم النظام السياسي وفق المدخل النظمي يرى أنه جزء من كل اجتماعي يدخل في علاقات معقدة،تفاعلات، مع البناء الاجتماعي ككل وبالتالي فإن الظاهرة السياسية هي نظام مترابط ومتشابك من أنماط السلوك لا بد من دراسته كلية بدلاً من تحليل أجزائه أو العوامل المؤثرة فيه.

وعليه فإن تحليل النظام السياسي وفقاً للتحليل النظمي بمثابة دائرة ذات طابع ديناميكي تبدأ بالمدخلات وتنتهي بالمخرجات مع قيام عملية التغذية الأسترجاعية بالربط بين المدخلات والمخرجات، والميزة الرئيسة لهذا التحليل تكمن في إبراز الطابع الديناميكي أوالحركي للنظام السياسي من خلال التأكيد على التفاعل بين النظام والبيئة وفيما بين مختلف أجزاء النظام.

4- يفترض في النظام السياسي العمل على حفظ ذاته من خلال مؤسسات يبنيها، وقواعد يقررها وممارسات يلتزم بها وعلاقات يدخل فيها ووظائف يؤديها.

تتمثل وظائف المدخلات وفقاً للمدخل الوظيفي في كل من التنشئة السياسية والاتصال السياسي وتجميع المصالح والتعبير عنها، بينما تتمثل وظائف المخرجات في صنع القواعد القانونية وتنفيذها والتقاضي بموجبها، وفي هذا السياق حدد (Gabril almond) الغاية النهائية لوظائف النظام بشقيها في التكيف مع البيئــة وتحقيق الاستقرار.

وقد تشترك النظم السياسية كافة في مجموعة من الوظائف وفقاً للتحليل الوظيفي بالمدخلات وتضم: بلورة المصالح وتجميع، والمخرجات وتضم: صنع القانون وتطبيقه وحكمه. بينما كيفية أداء الوظائف قد يختلف من نظام إلى آخر، وهذا يعني أن الوظائف هي نفسها ولكن أدوات إنجازها تختلف.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال