الترجمة الآلية Computer Assisted translation الواقع والتّطلعات والمعوقات:
من المعروفِ أنّ دخولنا عصر ثورة العلوم والتّكنولوجيا قد أثّر تأثيراً كبيراً في مختلف نواحي حياتنا. وكان اختراع الحاسوب من أكثر مظاهر التّكنولوجيا وضوحاً من حيث التّأثير، فدخل استخدام الحاسوب في كلّ أنشطة حياتنا اليوميّة لدرجة أنّنا نشعر بأنّ حياتنا قد تعطّلت حين تعطّلِ أجهزة الحاسوب لسببٍ أو لآخر، ومن الطّبيعي أن يطال استخدام الحاسوب ومحاولة الاستفادة من قدراته الكبيرة المجالات اللّغويّة بشكل عامّ، فهي ليست استثناءً بالتّأكيد لاسيما في مجال التّرجمة الآليّة. والحقيقة أنّ مسألة التّرجمة الآليّة ما زالت مثيرة للجدل في أوساط عدد كبير من المتخصصين في مجال التّرجمة بأنواعها، وإن كان الجدل لا ينصبّ على كون التّرجمة الآليّة ممكنة أم لا وإنّما على مدى النّجاح الّذي تحقّقه هذه التّرجمة من حيث الدّقّة والكفاءة، مع أنّ هذا الأمر ينبغي أن لا يكون مثار خلاف جوهريّ بين المتخصصين، لأنّنا عندما نتحدّث عن درجة الدقّة والكفاءة، فإنّنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الصّعوبات التي تنطوي عليها بعض أنواع النّصوص كما أنّه يجب أن لا يغيب عن بالنا أنّ التّرجمة الآليّـة أكثر دقّة وكفاءة حـين تكون بين لغات تنتمي إلى عائلة واحدة أو متقاربة (مثل اللغات الأوروبية المشتقة من اللغة اللاتينية)، وهذا ربما يعتبر أحد العوامل التي ساعدت على نجاح الترجمة بين دول الاتحاد الأوروبّي أكثر من غيرها. وهناك أمر آخر يجب أن يؤخذ بالحسبان وهو أن تحقيق نجاح في الترجمة الآلية ليس مسألة لغوية فحسب وإنما هو مرتبط بأمور فنية أكثر تعقيدا. فالترجمة الآلية في الأساس مسألة ترتبط بالبرمجة الحاسوبية وإمكانية استيعابها للمكونات اللغوية التي تختلف من لغة إلى أخرى، فالصّعوبات التي يواجهها المترجم العادي ستكون أكثر انعكاساً في الترجمة الآلية. واللغة العربية التي تمتاز بمستوى عال جدا من البلاغة والأسلوبية ستواجه صعوبات كبيرة عند محاولة الترجمة منها وإليها لأن الجهود المبذولة تكنولوجيّاً حتى الآن غير كافية للتغلب على المشكلات التي تنطوي عليها الترجمة الآلية بالنسبة للّغة العــربيّة. فلو أخذنا مشكلة الشّكل مثلاً التي هـي بالنسبة للغة العربية وسيلة رئيسية لتمييز الفاعل من المفعول به، فإننا سنجد أن هذه المسألة ما زالت بحاجة إلى حلول جذرية حتى تستقيم ترجمة جملة تحتوي فعلا وفاعلا ومفعولا به. ويكاد الباحثون المتخصّصون في مجال دراسة الترجمة الآلية وتطبيقاتها بالنسبة للغة العربية يجمعون على أن الترجمة من اللغة العربية وإليها تواجه صعوبات كثيرة ربما يكون أبرزها:
- تعدد المعاني للفظ الواحد في النص الأصلي.
- الاشتراك اللفظـي لعدد مـن المعاني.
- التعبيرات الاصطلاحية وخاصة الثقافية منها.
- عـمق الاستخدامات المجازية.
- في حالة استخدام أكثر الآلات كفاءة، فإن 90% على الأقل من الجهد المبذول للتوصل إلى برنامج كلي للترجمة، يٌبذل في التحليل اللغوي، بينما يبذل 10% فقط في برمجة نتائج التحليل لكي يمكن للآلة استخدامها.
ومن هنا يتبين خطورة الترجمة الآلية للنصوص الشرعية التي تتطلب أقصى حدود الكفاءة والدقة. فالنص باللغة العربية يدرج على الحاسوب للترجمة وتكون النتيجة الحصول على نص باللغة الأجنبية المنقول إليها شبه لغة مبهمة لغويا ونحويا مع حدوث الإشكاليات المذكورة:
- نقل الكلمة العربية إلى الأجنبية كما هي دون تغيير فيها، transliteration" " أي كتابة حروف لغة بحروف لغة أخرى. ولكي تكون صحيحة لا بد من وجود مواصفات توحد العملية، منعاً لوجود عدة أشكال للاصطلاح الواحد. لذلك نلاحظ أن معظم المصطلحات والدلالات الشرعية باللغة العربية لا توجد غالبا مخزنة في ذاكرة الحاسوب، لذى ينتج عن ذلك بلورة المعنى تلقائيا من الحاسوب بالحروف الأعجمية دون تغيير لكن المعنى مخل به إلى أبعد الحدود.
- خلل نحوي إذ أن التركيبة النحوية للغة العربية جد معقدة لما تتضمن من عناصر أساسية في بنيتها والتي تعدم في اللغات الأخرى.
- الترجمة الآلية تواجه صعوبات في المصطلحات إذ أن المصطلحات الشرعية شبه منعدمة مما أدى إلى ضرورة إجراء الكثير من التحرير أو التعديلات، بهدف جعل النص المترجم آليا مفهوما لقارئ غير ملم باللغة الأصل. وكثيرا ما تستغرق هذه التعديلات وقتا مساويا للوقت اللازم لمترجم كفء يتولى ترجمة النص بالطريقة التقليدية.
- مشكلة العبارات باللغة العربية التي تحتمل معنيين أو أكثر مثال ذلك: كلمة "حديث": والتي يراد بها المعاني التالية حسب سياق الكلام: حديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو حديث الناس بعضهم لبعض، أو شيء جديد.
- إلى جانب مشكلة تعدد المعنى والتركيب اللغوي الخاص بكل لغة : تعدد معاني الكلمة الواحدة نأخذ مثال على ذلك كلمة: "run " في اللغة الانجليزية لو فتحنا القاموس نجد لها عدة معاني لماذا؟ ذلك بسبب السياق أو الجملة التي وجدت به مثال:
من المعروفِ أنّ دخولنا عصر ثورة العلوم والتّكنولوجيا قد أثّر تأثيراً كبيراً في مختلف نواحي حياتنا. وكان اختراع الحاسوب من أكثر مظاهر التّكنولوجيا وضوحاً من حيث التّأثير، فدخل استخدام الحاسوب في كلّ أنشطة حياتنا اليوميّة لدرجة أنّنا نشعر بأنّ حياتنا قد تعطّلت حين تعطّلِ أجهزة الحاسوب لسببٍ أو لآخر، ومن الطّبيعي أن يطال استخدام الحاسوب ومحاولة الاستفادة من قدراته الكبيرة المجالات اللّغويّة بشكل عامّ، فهي ليست استثناءً بالتّأكيد لاسيما في مجال التّرجمة الآليّة. والحقيقة أنّ مسألة التّرجمة الآليّة ما زالت مثيرة للجدل في أوساط عدد كبير من المتخصصين في مجال التّرجمة بأنواعها، وإن كان الجدل لا ينصبّ على كون التّرجمة الآليّة ممكنة أم لا وإنّما على مدى النّجاح الّذي تحقّقه هذه التّرجمة من حيث الدّقّة والكفاءة، مع أنّ هذا الأمر ينبغي أن لا يكون مثار خلاف جوهريّ بين المتخصصين، لأنّنا عندما نتحدّث عن درجة الدقّة والكفاءة، فإنّنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الصّعوبات التي تنطوي عليها بعض أنواع النّصوص كما أنّه يجب أن لا يغيب عن بالنا أنّ التّرجمة الآليّـة أكثر دقّة وكفاءة حـين تكون بين لغات تنتمي إلى عائلة واحدة أو متقاربة (مثل اللغات الأوروبية المشتقة من اللغة اللاتينية)، وهذا ربما يعتبر أحد العوامل التي ساعدت على نجاح الترجمة بين دول الاتحاد الأوروبّي أكثر من غيرها. وهناك أمر آخر يجب أن يؤخذ بالحسبان وهو أن تحقيق نجاح في الترجمة الآلية ليس مسألة لغوية فحسب وإنما هو مرتبط بأمور فنية أكثر تعقيدا. فالترجمة الآلية في الأساس مسألة ترتبط بالبرمجة الحاسوبية وإمكانية استيعابها للمكونات اللغوية التي تختلف من لغة إلى أخرى، فالصّعوبات التي يواجهها المترجم العادي ستكون أكثر انعكاساً في الترجمة الآلية. واللغة العربية التي تمتاز بمستوى عال جدا من البلاغة والأسلوبية ستواجه صعوبات كبيرة عند محاولة الترجمة منها وإليها لأن الجهود المبذولة تكنولوجيّاً حتى الآن غير كافية للتغلب على المشكلات التي تنطوي عليها الترجمة الآلية بالنسبة للّغة العــربيّة. فلو أخذنا مشكلة الشّكل مثلاً التي هـي بالنسبة للغة العربية وسيلة رئيسية لتمييز الفاعل من المفعول به، فإننا سنجد أن هذه المسألة ما زالت بحاجة إلى حلول جذرية حتى تستقيم ترجمة جملة تحتوي فعلا وفاعلا ومفعولا به. ويكاد الباحثون المتخصّصون في مجال دراسة الترجمة الآلية وتطبيقاتها بالنسبة للغة العربية يجمعون على أن الترجمة من اللغة العربية وإليها تواجه صعوبات كثيرة ربما يكون أبرزها:
- تعدد المعاني للفظ الواحد في النص الأصلي.
- الاشتراك اللفظـي لعدد مـن المعاني.
- التعبيرات الاصطلاحية وخاصة الثقافية منها.
- عـمق الاستخدامات المجازية.
- في حالة استخدام أكثر الآلات كفاءة، فإن 90% على الأقل من الجهد المبذول للتوصل إلى برنامج كلي للترجمة، يٌبذل في التحليل اللغوي، بينما يبذل 10% فقط في برمجة نتائج التحليل لكي يمكن للآلة استخدامها.
ومن هنا يتبين خطورة الترجمة الآلية للنصوص الشرعية التي تتطلب أقصى حدود الكفاءة والدقة. فالنص باللغة العربية يدرج على الحاسوب للترجمة وتكون النتيجة الحصول على نص باللغة الأجنبية المنقول إليها شبه لغة مبهمة لغويا ونحويا مع حدوث الإشكاليات المذكورة:
- نقل الكلمة العربية إلى الأجنبية كما هي دون تغيير فيها، transliteration" " أي كتابة حروف لغة بحروف لغة أخرى. ولكي تكون صحيحة لا بد من وجود مواصفات توحد العملية، منعاً لوجود عدة أشكال للاصطلاح الواحد. لذلك نلاحظ أن معظم المصطلحات والدلالات الشرعية باللغة العربية لا توجد غالبا مخزنة في ذاكرة الحاسوب، لذى ينتج عن ذلك بلورة المعنى تلقائيا من الحاسوب بالحروف الأعجمية دون تغيير لكن المعنى مخل به إلى أبعد الحدود.
- خلل نحوي إذ أن التركيبة النحوية للغة العربية جد معقدة لما تتضمن من عناصر أساسية في بنيتها والتي تعدم في اللغات الأخرى.
- الترجمة الآلية تواجه صعوبات في المصطلحات إذ أن المصطلحات الشرعية شبه منعدمة مما أدى إلى ضرورة إجراء الكثير من التحرير أو التعديلات، بهدف جعل النص المترجم آليا مفهوما لقارئ غير ملم باللغة الأصل. وكثيرا ما تستغرق هذه التعديلات وقتا مساويا للوقت اللازم لمترجم كفء يتولى ترجمة النص بالطريقة التقليدية.
- مشكلة العبارات باللغة العربية التي تحتمل معنيين أو أكثر مثال ذلك: كلمة "حديث": والتي يراد بها المعاني التالية حسب سياق الكلام: حديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو حديث الناس بعضهم لبعض، أو شيء جديد.
- إلى جانب مشكلة تعدد المعنى والتركيب اللغوي الخاص بكل لغة : تعدد معاني الكلمة الواحدة نأخذ مثال على ذلك كلمة: "run " في اللغة الانجليزية لو فتحنا القاموس نجد لها عدة معاني لماذا؟ ذلك بسبب السياق أو الجملة التي وجدت به مثال:
- The kids run
|
- يركض ، يعدو
|
- The rivers run
|
- يجري
|
- We run a company
|
- يدير
|
- Their noses run
|
- يسيل
|
نلاحظ من خلال الأمثلة السابقة أنه كل جملة لها معنى مختلف عن الآخر مع أن كلمة واحدة مشتركة في كل الجمل.
- وجوب مراعاة القواعد الأسلوبية فالجملة أو العبارة قد تكون صحيحة نحويا ومعجميا ولكنها غير مناسبة من حيث المقام
- مشكلة المحددات والقيود التي تضعها الدراسات التي أقيمت عن كل علوم اللغات ومعالجتها على اللغات الأخرى في طريقة معالجتها للغة ومحاولة مطاوعة اللغة العربية وفق ذلك
- الفرق الأساسي بين ترجمة المترجم البشري المتمكن وبين المترجم الآلي هو أن الإنسان عنده عقل يستخدمه ليستقرئ به النص ويستطيع استنباط المعنى على ضوء ذلك بواسطة عقله ومكتبته، في حين المترجم الآلي ما زال حتى الآن يستقرأ ويجد مقابلات لها من قواميس متخصصة في مكتبته وما زال يفتقد مقابل للاستنباط البشري، والمترجم المتمكّن هو أفضل من يسخّر المترجم الآلي في مضاعفة إنتاجه أضعاف مضاعفة مقارنة بغيره
- المتطلبات الهندسيات اللغوية في العربية ـ والتي تهتم بجانب التعرف على النصوص غير المحركة ونادرا على النصوص المحركة وكذا على توليد النصوص المحركة أو غير المحركة وذلك حسب التطبيقات ـ تدفع بنا إذا إلى دمج التوليد والتعرف من جهة والكتابة المحركة والغير محركة من جهة ثانية. وكمثل عن ذلك:
في التصحيح التدقيق الإملائي يصب الاهتمام عموما بالنصوص العادية المكتوبة بغير الحركات ولكنه في حالات المسعف في نشر وتحقيق النصوص أو في نشرات عالية المستوى يتم التعامل مع نصوص محركة كليا؛وفي التعرف والفهرسة الشبه آلية للنصوص يتم التعامل في العموم مع نصوص غير محركة.
التسميات
قواميس