التفكيكية في قفص الاتهام.. رد فعل على البنيوية اللسانية وهيمنة السيميوطيقا على الحقل الثقافي الغربي

عرف النقد الغربي المعاصر، في مسيرته المعرفية النظرية والتطبيقية، عدة مراحل أساسية، يمكن حصرها في:

- مرحلة المرجع مع التيار الواقعي.
- مرحلة التماثل مع البنيوية التكوينية.
- مرحلة الأسلوب مع الأسلوبية والبلاغة الجديدة.
- مرحلة البنية مع التيار البنيوي اللساني والشكلانية الروسية.
- مرحلة العلامة مع التيار السيميوطيقي.
- مرحلة التفكيك مع التيار التفكيكي.
- مرحلة التأويل مع التيار الهرمينوطيقي والتيار الفينومونولوجي.

هذا، ولم تظهر التفكيكية مع جاك ديريدا إلا رد فعل على البنيوية اللسانية، وهيمنة السيميوطيقا على الحقل الثقافي الغربي.

ويعني هذا أن التفكيكية - حسب جاك ديريدا - فلسفة التقويض الهادف، والبناء الإيجابي، جاءت لتعيد النظر في فلسفات البنيات والثوابت، كالعقل، واللغة، والهوية، والأصل، والصوت، وغيرها من المفاهيم التي هيمنت على التفكير الفلسفي الغربي، أو جاءت لتنتقد المقولات المركزية التي ورثها الفكر الغربي من عهد أفلاطون إلى الستينيات من القرن العشرين، فترة ظهور التفكيكية مع جاك ديريدا.

وإذا كانت التفكيكية قد اتخذت منحى فلسفيا في الغرب مع جاك ديريدا، ومع مجموعة من الفلاسفة الأوروبيين، فإن التفكيكية قد اتخذت منحى أدبيا في القراءة والتأويل في الثقافة الأنجلوسكسونية، حيث سخرت كل أدواتها من أجل تفكيك النقد الجديد (New Criticism).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال