يستند الفكر التفكيكي إلى التأويل المبني على الاختلاف والتناقض، وخاصة في مجال الأدب والنقد كما عند الأنجلوسكسونيين؛ لأن ديريدا حصر التفكيك في بداية الأمر في مجال الفلسفة ليس إلا.
وعليه، تستعين التفكيكة بقراءة تقويضية همها الأول هو كشف التناقضات والاختلافات الفكرية، وترجيح الهامش على المركز، والاهتمام بالمدنس على حساب المقدس.
ومن ثم، فالقارىء هو الذي يمارس القراءة التفكيكية.
ومن المعلوم أن التأويل لايوجد داخل النص أو في مرجعه، بل يمارسه القارىء بطريقة ممتعة، لاستكناه الدلالات المتناقضة فيما بينها اختلافا وتلاشيا وتصادما.
ومن هنا، فليس هناك دلالة معينة داخل النص، بل يحلل القارىء النص في ضوء تجربته الشخصية، وفي ضوء تجربة قراءته المعينة.
ويرى الباحث المغربي محمد مفتاح أن التيار التفكيكي يعتمد على"أسس فلسفية رافضة للثنائيات القديمة، وعلى مفاهيم سوفسطائية وتراث قبالي وفلسفة عدمية.
ومنطلقه الأساسي "أن كل نص لايقبل أو لايحتوي تأويلات مختلفة فقط، ولكنه يقبل تأويلات متناقضة يلغي بعضها بعضا".
وقد تفرع عن هذا المبدأ العام عدة تعاليم يمكن إجمالها فيما يلي:
- يجب أن يهدم النص حتى يتهاوى نسيجه التعبيري.
- أن النص لايتحدث عن خارجه (مرجعه)، بل إنه لايتحدث عن نفسه، وإنما تجربتنا في القراءة هي التي تحدثنا عنه.
- أن النص يمكن أن يقرأ بتجاوز لمعناه التواضعي والاصطلاحي، وهذه القراءة هي نوع من اللعب الحر.
وعلى هذا الأساس، فإن تأويلات النص وتعدداتها متعلقة أساسا بمؤهلات القارىء، فالنص بمثابة بصلة ضخمة لاينتهي تقشيرها، وإن السياق العام ومساق النص لا أهمية لهما في التأويل، لأن المقصود ليس الوصول إلى حقيقة ما يتحدث عنه النص، وإنما الهدف تحقيق المتعة، ولذلك، فإنه لا اعتبار للتأويلات الأخرى التي ليست إلا إركامات ممنوحة من قبل النقاد للنص ليلائموا بينه وبين قيمهم."
تلك هي خلفيات التفكيكيين.. وهي خلفيات تستقي من تيارات فلسفية تهدف إلى تحطيم البنيات العتيقة بمختلف أشكالها وأنواعها، وإلى تفضيل الشكل، وإلى الأخذ بنسبية مطلقة قد تصل إلى العدمية."
ونفهم من هذا كله غياب الدلالة والحقيقة، ورفض المعطى الخارجي (صاحب النص، وظروفه، وسياقه، وعتباته..)، والتخندق داخل النص بين الانفتاح والانغلاق، والتلذذ بالنص في أثناء عملية القراءة.
التسميات
تفكيكية