تفكيك النصوص والخطابات.. الإطاحة بالطابوهات الموروثة ونقد المقولات المركزية السائدة في الثقافة الغربية وفضح الأوهام الإيديولوجية

يعتمد ديريدا على آلية التفكيك في تقويض النصوص، وتشريح الخطابات، سواء أكانت أدبية أم فلسفية، وما يهم ديريدا في القراءات التي يحاول إقامتها ليس النقد من الخارج، وإنما الاستقرار أو التموضع في البنية غير المتجانسة للنص، والعثور على توترات، أو تناقضات داخلية، يقرأ النص من خلالها نفسه، ويفكك نفسه بنفسه...أن يفكك النص نفسه، فهذا لايعني أنه يتبع حركة مرجعية- ذاتية، حركة نص لايرجع إلا إلى نفسه، وإنما هناك في النص قوى متنافرة تأتي لتقويضه وتجزئته...

ويعني هذا أن ديريدا يستبعد الخارج النصي، ويتموقع داخل النص أو الخطاب ليمارس لعبة الهدم والتفكيك والتقويض، بغية الإطاحة بالطابوهات الموروثة، ونقد المقولات المركزية السائدة في الثقافة الغربية، وفضح الأوهام الإيديولوجية، ولاسيما إيديولوجية الدولة المهيمنة، والمؤسسات الحاكمة.

لكن التفكيك الذي يمارسه ديريدا ليس بالمفهوم البنيوي والسيميائي الذي يعقبه التركيب، وإعادة البناء بالمفهوم الإيجابي، فالتفكيك لدى ديريدا من أجل التفكيك والتقويض والاختلاف. أي: باسم الهدم السلبي، والتشتيت المتنافر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال