كيف نتعامل مع الأدب بنيويا؟
حينما نريد مقاربة النص أو الخطاب الأدبي الجمالي بنيويا، فلابد من التسلح باللسانيات باستثمار مستوياتها المنهجية، كالمستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمستوى الدلالي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي، مستبعدين السياق الخارجي من مؤلف، ومرجع، وكاتب، ومقصدية، ورسالة، مع استبعاد جميع العتبات النصية التي كانت تهتم بها نظريات مابعد الحداثة، كالعنوان، والتناص، والهوامش، والمقدمات، والإهداءات، والمقتبسات، والأيقونات، والصور.. ويعني هذا أننا لانهتم بالمضمون، أو صاحب النص، أو ظروف النص وحيثياته السياقية، بل ما يهمنا كيف قال الكاتب ماقاله. أي: نركز على شكل المضمون برصد البنيات الخطابية واللغوية، وكشف الثنائيات المتآلفة والمتعارضة داخل النص. ومن هنا، تعتمد البنيوية اللسانية على خطوتين منهجيتين متكاملتين هما: التفكيك والتركيب. وبتعبير آخر، نقوم - أولا- بتفكيك النص الى عناصره البنيوية الجزئية من أصوات، ومقاطع، ودلالات، وتراكيب، وحقول دلالية ومعجمية، وصور بلاغية، ثم نقوم بعملية التركيب بشكل كلي في شكل ثنائيات أو استنتاجات بنيوية شكلية. وتتم هذه العملية استقراء واستنباطا. وتشبه هاتان العمليتان ما يقوم به الطفل الصغير حين يفكك لعبته أو دميته من أجل تركيبها من جديد.
وللتبسيط أكثر: إذا أخدنا على سبيل المثال قصيدة شعرية لتحليلها بنيويا، فإننا نقوم بتفكيكها الى مستويات منهجية على الشكل التالي:المستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمستوى النحوي، والمستوى الدلالي، والمستوى البلاغي.
وإذا أردنا تفكيك نص سردي أو روائي، فنحدد في البداية المقاطع والمتواليات السردية، ثم نرصد الوظائف الأساسية والثانوية والمؤشرات الفضائية، ثم نهتم بالعوامل، إلى جانب اهتمامنا بالمنظور السردي(الرؤية من الخلف، والرؤية مع، والرؤية من الخارج، وتحديد وظائف السارد، ورصد بنية التواتر)، والتركيز على زمن السرد، والعناية بالصيغ الأسلوبية، كما عند جيرار جنيت، ورولان بارت، وكلود بريمون، وتودوروف... والهدف من هذا التفكيك هو رصد القواعد السردية التي تتحكم في النص أو الخطاب المدروس.أي: تبيان المنطق السردي الذي تقوم عليه القصة أو الرواية.
وإذا أردنا التعامل مع النص المسرحي، فلابد من تقطيع النص إلى متواليات مشهدية أولوحات درامية، وتحديد الوظائف المسرحية، وتجريد العوامل، ورصد البنية الفضائية، واستخلاص الإشارات الركحية، وتبيان أنواع الحوار.
إذاً، تبرز البنيوية اللسانية، في مقصديتها، قواعد السرد والدراما، في ضوء مقاربة شكلانية لسانية، تعتبر النص الأدبي نصا داخليا مغلقا، يتكون من مجموعة من البنيات التي تكون بدورها نسقا لسانيا ودلاليا معينا.
وبناء على ماسبق، يبقى المنهج البنيوي اللساني، على الرغم من سلبياته وهناته، أقرب إلى الأدب والنص الفني والجمالي من بقية المناهج النقدية الأخرى؛ لوجود اللغة كقاسم مشترك بين الاثنين. ومن ثم، فعلاقة الأدب بالبنيوية علاقة تكامل وتداخل وانسجام. في حين، إن علاقة الأدب بالمناهج النقدية النفسية والاجتماعية والتاريخية علاقة تنافر وتباعد.
وخلاصة القول: على الرغم من أهمية المنهج البنيوي اللساني في كونه منهجا لغويا شكلانيا، يقارب النص الأدبي من الداخل تفكيكا وتركيبا، ويتعامل مع النص المعطى باعتباره بنية مغلقة، في ضوء مستويات لسانية وصفية، تهدف - بشكل من الأشكال- إلى استكشاف البنيات المنطقية والقواعد العميقة التي تتحكم في توليد النصوص والخطابات، فإن هذا المنهج يهمل السياق الخارجي، ويقصي المبدع من حسابه، ويغض الطرف عن العوامل النفسية والاجتماعية والتاريخية التي يكون لها دور من الأدوار في عملية الإبداع والتأثير. ومن هنا، تقتل البنيوية الإنسان، وتهمش التاريخ، وتتعالى عن الواقع. بيد أن المنهج البنيوي اللساني يظل المنهج النقدي الأقرب إلى النص الأدبي الفني والجمالي لوجود اللغة كعنصر مشترك بينهما. ومن ثم، فعلاقة البنيوية بالأدب هي علاقة تكامل وترابط ليس إلا.
حينما نريد مقاربة النص أو الخطاب الأدبي الجمالي بنيويا، فلابد من التسلح باللسانيات باستثمار مستوياتها المنهجية، كالمستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمستوى الدلالي، والمستوى التركيبي، والمستوى البلاغي، مستبعدين السياق الخارجي من مؤلف، ومرجع، وكاتب، ومقصدية، ورسالة، مع استبعاد جميع العتبات النصية التي كانت تهتم بها نظريات مابعد الحداثة، كالعنوان، والتناص، والهوامش، والمقدمات، والإهداءات، والمقتبسات، والأيقونات، والصور.. ويعني هذا أننا لانهتم بالمضمون، أو صاحب النص، أو ظروف النص وحيثياته السياقية، بل ما يهمنا كيف قال الكاتب ماقاله. أي: نركز على شكل المضمون برصد البنيات الخطابية واللغوية، وكشف الثنائيات المتآلفة والمتعارضة داخل النص. ومن هنا، تعتمد البنيوية اللسانية على خطوتين منهجيتين متكاملتين هما: التفكيك والتركيب. وبتعبير آخر، نقوم - أولا- بتفكيك النص الى عناصره البنيوية الجزئية من أصوات، ومقاطع، ودلالات، وتراكيب، وحقول دلالية ومعجمية، وصور بلاغية، ثم نقوم بعملية التركيب بشكل كلي في شكل ثنائيات أو استنتاجات بنيوية شكلية. وتتم هذه العملية استقراء واستنباطا. وتشبه هاتان العمليتان ما يقوم به الطفل الصغير حين يفكك لعبته أو دميته من أجل تركيبها من جديد.
وللتبسيط أكثر: إذا أخدنا على سبيل المثال قصيدة شعرية لتحليلها بنيويا، فإننا نقوم بتفكيكها الى مستويات منهجية على الشكل التالي:المستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمستوى النحوي، والمستوى الدلالي، والمستوى البلاغي.
وإذا أردنا تفكيك نص سردي أو روائي، فنحدد في البداية المقاطع والمتواليات السردية، ثم نرصد الوظائف الأساسية والثانوية والمؤشرات الفضائية، ثم نهتم بالعوامل، إلى جانب اهتمامنا بالمنظور السردي(الرؤية من الخلف، والرؤية مع، والرؤية من الخارج، وتحديد وظائف السارد، ورصد بنية التواتر)، والتركيز على زمن السرد، والعناية بالصيغ الأسلوبية، كما عند جيرار جنيت، ورولان بارت، وكلود بريمون، وتودوروف... والهدف من هذا التفكيك هو رصد القواعد السردية التي تتحكم في النص أو الخطاب المدروس.أي: تبيان المنطق السردي الذي تقوم عليه القصة أو الرواية.
وإذا أردنا التعامل مع النص المسرحي، فلابد من تقطيع النص إلى متواليات مشهدية أولوحات درامية، وتحديد الوظائف المسرحية، وتجريد العوامل، ورصد البنية الفضائية، واستخلاص الإشارات الركحية، وتبيان أنواع الحوار.
إذاً، تبرز البنيوية اللسانية، في مقصديتها، قواعد السرد والدراما، في ضوء مقاربة شكلانية لسانية، تعتبر النص الأدبي نصا داخليا مغلقا، يتكون من مجموعة من البنيات التي تكون بدورها نسقا لسانيا ودلاليا معينا.
وبناء على ماسبق، يبقى المنهج البنيوي اللساني، على الرغم من سلبياته وهناته، أقرب إلى الأدب والنص الفني والجمالي من بقية المناهج النقدية الأخرى؛ لوجود اللغة كقاسم مشترك بين الاثنين. ومن ثم، فعلاقة الأدب بالبنيوية علاقة تكامل وتداخل وانسجام. في حين، إن علاقة الأدب بالمناهج النقدية النفسية والاجتماعية والتاريخية علاقة تنافر وتباعد.
وخلاصة القول: على الرغم من أهمية المنهج البنيوي اللساني في كونه منهجا لغويا شكلانيا، يقارب النص الأدبي من الداخل تفكيكا وتركيبا، ويتعامل مع النص المعطى باعتباره بنية مغلقة، في ضوء مستويات لسانية وصفية، تهدف - بشكل من الأشكال- إلى استكشاف البنيات المنطقية والقواعد العميقة التي تتحكم في توليد النصوص والخطابات، فإن هذا المنهج يهمل السياق الخارجي، ويقصي المبدع من حسابه، ويغض الطرف عن العوامل النفسية والاجتماعية والتاريخية التي يكون لها دور من الأدوار في عملية الإبداع والتأثير. ومن هنا، تقتل البنيوية الإنسان، وتهمش التاريخ، وتتعالى عن الواقع. بيد أن المنهج البنيوي اللساني يظل المنهج النقدي الأقرب إلى النص الأدبي الفني والجمالي لوجود اللغة كعنصر مشترك بينهما. ومن ثم، فعلاقة البنيوية بالأدب هي علاقة تكامل وترابط ليس إلا.
التسميات
بنيوية