إبراهيم الكاتب والمازني.. التعبير عن علاقة المازني ممثلا في بطله بالمرأة وتحاول التعبير عن ضياعه وقلقه من هذه الزاوية وحدها

في رواية إبراهيم الكاتب للمازني نلتقي بمحاولة أكثر قربا في مظهرها من الرواية الفنية من محاولتي زميليه هيكل وطه حسين.

كما أنه لا يجمع بين محاولة التعبير عن ضياعه وفلسفته في نفس الوقت الذي يحاول في التعبير عن تعلقه بريف بلاده كما فعل هيكل ولكن المشكلة في إبراهيم الكاتب تصبح أكثر تبلورا وتحديدا فهي تنصب على التعبير عن علاقة المازني ممثلا في بطله بالمرأة وتحاول التعبير عن ضياعه وقلقه من هذه الزاوية وحدها.

من هذه الظروف عجز المازني من الخروج من أزمته الذاتية الخاصة التي جعلته طيلة حياته محيرا متوترا حساسا لا يجد سبيلا إلى الاستقرار.

فقد عانى المازني ما عاناه شباب جيله من الأدباء من إحساس بالمرارة والألم والحيرة والشك والقلق وغيرها من المظاهر التي تكشف عن النزعة الذاتية المفرطة وعن عجز عن التلاؤم مع الواقع.

ولكن المازني يختلف عن غيره من شباب جيله أنه ظل طيلة حياته واقعا تحت سيطرة هذا الإحساس وذلك لأنه يتميز عن شباب جيله بحساسية حادة ومفرطة تكشف عنها إصابته بالنورستانيا في شبابه ولذلك فإن المازني لم يغفر للحياة قط الطفولة الشقية التي عاشها.

وقد كان لحساسية المازني الحادة أثرها في مدى تأثره بالثقافة الغربية.
فالمازني الحائر كان أكثر ضعفا في مواجهة هذه الثقافة وكانت نفسيته أكثر تعرضا للهزات تحت وطأة تأثيرها ولم يكن المازني في تأثره بهذه الثقافة ينشد مظاهر الجودة الفنية فيها ولكنه كان يبحث فيها عن حل لمشاكله الذاتية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال