تعدد اللغات والمعاني والنصوص.. التشديد على التعددية اللغوية والدلالية والثقافية وإلغاء الفواصل بين النصوص الأدبية

يعرف جاك ديريدا التفكيكية أنها هي التي لاتؤمن بلغة واحدة. أي: تؤمن بلغات متعددة عبر آليات الاختلاف والتناقض والحوار والتقويض والتناص.
ويعني هذا التشديد على  التعددية اللغوية والدلالية والثقافية.

ويمكن القول :إن تفكيكية جاك ديريدا تفكيكية تعددية اختلافية، لا تؤمن بمنطق الوحدة، والانسجام، والكلية، والعرقية، والخصوصية، كما تأبى منطق الهيمنة والتمركز والتثبيت...

ولقد أصبح التناص، ولاسيما مع جوليا كريستيفا وجماعة ييل الأنكلوسكسونية، من أهم التصورات النظرية والتطبيقية التي اغتنت بها التفكيكية بصفة خاصة، و(مابعد الحداثة) بصفة عامة، وخاصة أن التناص يعبر عن تعدد المعاني، واختلاف الدلالات، وتكرار النصوص والخطابات تناسلا وتوالدا.

وبتعبير آخر، لم يقف التفكيك عند هذه الحدود، فقد اغتنى إثر اكتشاف التناص، ولم تعد آفاق الدلالة منظورة، فضلا عن ذلك، إن اكتشاف التكرارية من قبل ديريدا قد ألغى الفواصل بين النصوص الأدبية، ولما كانت النصوص متداخلة مع غيرها، يصبح مستحيلا حصر دلالاتها.

ويقوم ليتش (Leitch) بتنظيم التكرارية ضمن نظرية طريفة، قيقول: "إن تاريخ كل كلمة في النص مضروبا في عدد كلمات ذلك النص، يساوي مجموع النصوص المتداخلة مع النص الأخير، قيد القراءة، ولتعذر تحديد تاريخ كل كلمة في النصوص السابقة، فإن النصوص المتداخلة لاحصر لها، ومن ثم، فإن دلالاتها لايمكن الوقوف عليها لسعتها وتعددها".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال