السيميوطيقا التأويلية والاعتراف بالهوية الذاتية.. سياق التلفظ أو التكلم دليل على وجود الذات المتكلمة وحضورها كينونة وفلسفة وهوية

إذا كانت البنيوية اللسانية قد أقصت المؤلف باسم النص والبنية والشفرة، فإن السيميوطيقا التأويلية لريكور قد أعادت الاعتبار للمؤلف والذات المبدعة، بعد أن سيطرت فكرة التناص كثيرا على النقد اللساني. وبذلك، تم تهميش فردية المبدع حضورا ووجودا وكينونة.

وفي هذا السياق، يقول مصطفى ناصف: إن تأويل النص يعني الاعتراف بفرديته التي طغت عليها فكرة التناص في بعض المذاهب.

وإذا كان النص يخضع لطائفة من القواعد المولدة أو المؤسسة، كما سبقت الإشارة في بعض الحديث، فإنه في الوقت نفسه ينمو نموا فرديا.
وقد تحدث أرسطو عن إشكالية الفرق بين الفرد والنوع.

ومن هنا، فالتأويلية في خدمة الإنسان لا في خدمة التحليل الموضوعي العلمي.
وقد تأثر ريكور بلسانيات إميل بنيفنست، فقد تبني نظريته في التلفظ، على أساس أن اللغة - بالذات - تتحدد بالقرائن التلفظية، كالضمائر، وأسماء الإشارة، وظروف الزمان والمكان.

بمعنى أن سياق التلفظ أو التكلم دليل على وجود الذات المتكلمة، وحضورها كينونة وفلسفة وهوية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال