ثار جاك ديريدا على مجموعة من المقولات المركزية الكبرى، ولاسيما مقولة العقل أواللوغوس، حيث يقول ديريدا: "أما بالنسبة لنقد هايدجر، فهذا ما كنت أقوم به في الواقع منذ البداية.
ففي جوانب كثيرة من عمله، وجدته ما يزال حبيس الرؤية الميتافيزيقية، هناك لديه أولا استمرار لتمركز اللوغوس أو العقل."
ويعني هذا أن جاك ديريدا، مثل: مارتن هايدجر ونيتشه، قد عملوا جميعهم على الثورة على العقل الذي سيطر لأمد طويل على التفكير الغربي. كما عمل ديريدا على تقويض المنطق، مستبدلا إياه بالاختلاف والتقويض واللاعقل.
ويدل التمركز العقلي على مجموعة من الدلالات، كالحضور، والانسجام، والوحدة، والهوية، وتمركز الدال الصوتي...
ويهدف ديريدا من وراء التمركز العقلي إلى "تحطيم تلك المركزية المعينة وجوديا بوصفها حضورا لامتناهيا، جاعلا من هذه المقولة دليلا لنقد مفاهيم التمركز، وهادفا إلى معاينة نظم المقولات المعتمدة على الحضور.
ويدعو إلى ضرورة التفكير بعدم وجود مركز، فالمركز لا يمكن لمسه في شكل الوجود، بل ليس له خاصية مكانية، كما أنه ليس مثبتا موضعيا ووظيفيا، إنه، في حقيقة الأمر، نوع من اللامكان، وبغيابه، أو تقويضه، يتحول كل شيء إلى خطاب، وتذوب الدلالة المركزية أو الأصلية المفترضة أو المتعالية، وينفتح الخطاب على أفق المستقبل دونما ضوابط مسبقة، وتتحول قوة الحضور، بفعل نظام الاختلاف، إلى غياب الدلالة المتعالية، إلى تخصيب للدلالة المحتملة."
وهكذا، تثور فلسفة جاك ديريدا على كل المدارس العقلية التي تشيد بالعقل والمنطق على حد سواء، ويدعو إلى التقويض من أجل تفكيك هذا التمركز الذي تحكم في الفكر الغربي لمدة طويلة.
التسميات
تفكيكية