إذا كان التفسير في خدمة التحليل الموضوعي، فإن الفهم في خدمة الإنسان.
ومن هنا، فالسيميطويقا التأويلية عند ريكور توفق بين الطرح البنيوي اللساني الذي يركز على التفسير الموضوعي الدقيق للنصوص، والطرح الفينومينولوجي الذي يعتني بالتأويل والفهم على أساس تجربة الإنسان.
ونظرية التأويل هي دراسة من هذا الطراز الثاني، تحاول أن تربط معا مجالين اثنين: السؤال عما يحدث في واقعة فهم النص، والسؤال عن ماهية الفهم ذاته بمعناه الأصلي والوجودي.التأويل في مجرى الفكر الألماني العام يتأثر بالفينومينولوجيا الألمانية، والفلسفة الوجودية.
ومن الطبيعي أن يكون لهذا كله أهمية في تناول التفسير الأدبي أو شرح النصوص.
ويعني هذا أن التأويل يتجاوز التفسير، وأن التأويل أو الفهم يعنى بماوراء شرح النصوص، وتفكيك الأقنعة في ضوء المقصدية وفهم الذات والغير والعالم.
ومن هنا، فظاهرة الفهم تمتد إلى ماوراء شرح النصوص.
والعناية بها هي في الواقع عناية بكل الأنظمة الإنسانية. نظرية التأويل من حيث هي دراسة في فهم أعمال الإنسان تجاوز الأشكال اللغوية للتفسير.
ومبادؤها يمكن استخدامها في توضيح الأعمال المكتوبة، والأعمال الفنية معا.
وتبعا لذلك، كانت نظرية التأويل شديدة الأهمية بالنسبة لكل العلوم الإنسانية، وتفسير كل مايقوم به الإنسان.
فالتأويل أكبر من مجرد نظام مشترك؛ لأن مبادئه هي الأساس لكل ما أهم الإنسان.هذه المبادىء الأساسية يجب السعي نحوها.
ويتبين لنا، من هذا كله، أن التفسير هو تحليل علمي محايث.
في حين، إن الفهم هو بمثابة تأويل للأقنعة اللغوية وغير اللغوية.
وبتعبير آخر، فإن التفسير ذو طابع علمي، بينما الفهم ذو طابع تاريخي وإنساني وذاتي وتأويلي.
التسميات
سيميوطيقا