رواية زينب لهيكل.. التأثر بالثقافة الغربية عامة والفرنسية بصورة خاصة والاعتراف بفضل أسلوب الأدب الفرنسي عليه

تعد رواية زينب لهيكل خطوة أكثر تقدما من الناحية الفنية على كتاب الأيام لطه حسين في مجال الروايات التي أخذت شكل ترجمة ذاتية.

مما يجدر ذكره أنها حين طبعت لأول مرة في كتاب لم يجرؤ مؤلفها على أن يضع اسمه، كما أنه لم يطلق عليها لفظ "رواية" ولكنه نشرها على اعتبار أنها "مظاهر وأخلاق ريفية" بقلم "مصري فلاح".

ويمكن تلخيص الدوافع التي دفعت هيكل إلى اتخاذ هذا الموقف فيما يذكره هو أنه خشي أن تجني صفة الكاتب على مهنته كمحام، كما أن رفضه تسميتها بالرواية يكشف عن إحساسه بأنه كان يقدم عملا أكثر جدية وأصالة من روايات التسلية والترفيه السائدة في عصره.

ولم يجرؤ هيكل على وضع اسمه على روايته إلا في سنة 1929 وهي نفس السنة التي قدم فيها طه حسين كتابه الأيام، بعد أن أصبحت البيئة أكثر استعادا نسبيا لتقبل مثل هذا العمل الجاد والاعتراف به.

أما منابع هذا العمل فيمكن رده إلى منبعين:

- الأول:
يتمثل في إحساس هيكل بالواقع المصري وعلاقته به وهو يكشف في تعلقه بهذا الواقع عن محبة شديدة لكل ما هو مصري وتعلق به وليس غريبا فهو من طلائع أبناء الطبقة الوسطى المصرية.

- الثاني:
فيتصل بتأثره بالثقافة الغربية عامة والفرنسية بصورة خاصة وهو يعترف بفضل أسلوب الأدب الفرنسي عليه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال