يُؤكدُ المضارعُ بالنون جوازاً في أربع حالات:
1- أن يَقعَ بعد أداةٍ من أدوات الطَّلب، وهي: "لامُ الأمر" مو "لا" الناهيةُ، وأَدوات الإستفهام والتَّمنّي والتّرجي والعَرْضِ والتّحضيض. وهذه أمثلتُها: "اجتهدنَّ. لا تَكسلَنَّ. هل تَفعلنَّ الخيرَ؟ ليتكَ تَجدنَّ. لَعلَّكَ تَفوزَنَّ. أَلا تَزروَنَّ المدارس الوطنية. هَلاَّ يرعوِنَّ الغاوي عن غَيّه".
2- أَن يقعَ شرطاً بعد أداة شرطٍ مصحوبة بِـ (ما) الزائدة.
فإن كانت الأداة "إِنْ" فتأكيدُه حينئذٍ قريبٌ من الواجب، حتى قال بعضهم بوجوبه. ولم يَرِد في القرآن الكريم غير مؤكد، كقوله تعالى: {فإِما يَنزَغنَّك من الشيطان نَزغٌ فاستعِذْ بالله}، وقوله: {فإمّا تَرَينَّ من البَشر أَحداً}.
فإن كانت الأداة "إِنْ" فتأكيدُه حينئذٍ قريبٌ من الواجب، حتى قال بعضهم بوجوبه. ولم يَرِد في القرآن الكريم غير مؤكد، كقوله تعالى: {فإِما يَنزَغنَّك من الشيطان نَزغٌ فاستعِذْ بالله}، وقوله: {فإمّا تَرَينَّ من البَشر أَحداً}.
وَندَرَ استعْمالهُ غير مُؤكدٍ، كقول الشاعر:
يا صاح، إِمَّا تَجِدْني غيرَ ذي جِدَةٍ -- فما التَّخلِّي عن الإِخوانِ من شِيمي
يا صاح، إِمَّا تَجِدْني غيرَ ذي جِدَةٍ -- فما التَّخلِّي عن الإِخوانِ من شِيمي
وإن كانت الأداةُ غير "إن" فتأكيدُه قليل، نحو: "حينما تكونَنَّ آتِكَ. متى تُسافِرَنَّ أُسافرْ".
وأقلُّ منه أن يقع جواب شرطٍ، أو بعد أَدتةٍ غيرِ مصحوبة بِـ (ما) الزائدة ..
وأقلُّ منه أن يقع جواب شرطٍ، أو بعد أَدتةٍ غيرِ مصحوبة بِـ (ما) الزائدة ..
فالأول كقول الشاعر:
ومَهْما تَشأْ منهُ فَزارةُ تُعْطِكمْ -- ومَهْما تَشَأْ منهُ فَزارةُ تَمْنَعاً
ومَهْما تَشأْ منهُ فَزارةُ تُعْطِكمْ -- ومَهْما تَشَأْ منهُ فَزارةُ تَمْنَعاً
والآخرُ كقول الآخرُ:
مَنْ نَثْقَفَنْ منهم فَلَيسَ بآيبٍ -- أَبَداً. وقَتْلُ بَني قُتيبَةَ شافي
3- أن يكون منفيًّا - بِـ (لا) - بشرطِ أن يكون جواباً للقسم - كقوله تعالى: {واتقوا فِتنةً لا تُصيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصةً}.
وأَقل منه أَن يكون منفيًّا بِـ (لم) كقول الشاعر، يَصفُ جبلاً عَمَّهُ الخِصبُ وحفَّهُ النبات.
يَحسَبُهُ الجاهلُ - ما لَمْ يَعْلَما - شيخاً على كُرسِيِّهِ مُعَمَّما
وإنما سَوَّغَ توكيدَ المنفيّ بِـ (لم) مع أَنه في معنى الماضي، والماضي لا يُؤكدُ بالنون - كونه منفيًّا، وأنه مضارع في اللفظ.
4- أن يقعَ بعد (ما) الزائدة، غير مسبوقةٍ بأداة شرط. ومنه: قولهم: "بِعينٍ ما أرَيَنَّك"، وقَولهم: بِجَهدٍ ما تَبْلُغنَّ!"، وقولهم: "بألمٍ ما تُخْتَنِنَّهُ"، ويروى أيضاً: تُخْتَتَنَّ" وقول الشاعر:
إذا ماتَ منهُم مَيِّتٌ سُرِقَ ابنُه -- ومِن عَضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها
التسميات
نحو