التيار التعليمي الخالص في الرواية التعليمية:
أما التيار التعليمي الخالص في الرواية التعليمية في القرن التاسع عشر فيمكن اعتباره من أقدم الفنون التي حاولت أن تتخذ شكلاً روائياً في أدبنا العربي الحديث وترد أسباب ظهوره المبكر إلى إحساس رواده الأوائل به، فهؤلاء الرواد الأوائل لـم يدخل في اعتبارهم أنهم يقدمون إلى قرائهم رواية وإنما كان هدفهم تعليم هؤلاء القراء وتثقيفهم.
وكانت جهود رفاعة وعلي مبارك في تقديم البذور الأولي للرواية التعليمية تعبيرا عن رغبتهما هذه في تعليم مواطنيهما ولاتجاه النهضة في عصر محمد علي وإسماعيل إلى التعليم كان من الطبيعي أن تغفل هذه المحاولات الأولي العنصر الروائي.
وحين ترجم رفاعة الطهطاوي رواية مغامرات "تليماك" لم يكن دافعه إلى ترجمتها ما فيها من عناصر روائيه، ولكنه ترجمها "لما اشتملت عليه من المعاني الحسنة, مما هو نصائح للحكام والملوك, ومواعظ لتحسين سلوك عامة الناس, تارة بالتصريح وطورا بالتوضيح".
وقد كان للشيخ العطار فضل كبير على رفاعة حين رشحه مشرفاً دينيَاً على طلبة البعثة المسافرين إلى باريس، وبذلك منحه فرصة السفر إلى الخارج في وقت لم يكن يتاح فيه للمصريين السفر.
كما أن نشأة رفاعة في بيئة مصرية صميمة، جعلته أقدر على الإحساس بالتناقض الصارخ بين بيئته وبين هذه البيئة التي انتقل إليها، فأراد بكتابه هذا أن يلفت أنظار مواطنيه إلى التقدم العلمي في أوروبا وإلى ضرورة اهتمامهم بهذه العلوم، كما أن رفاعة لم يقف موقف الرفض الكامل من بعض المظاهر السياسية والاجتماعية للمجتمع الأوروبي.
كما ترجم كثيرا ً من المواد في دستورهم وأعجب بنظام الحكم عندهم، برغم ما كان يقدمه من تبريرات، ثم وجد الجرأة على نشر كتابه في مجتمع يحكم حكما استبداديا ً ولا يجد فضيلة إلا وهي عند المسلمين وحدهم.
وأهمية مغامرات تلماك تتحدد في هذين الهدفين: الحملة على الاستبداد، ودعوة الرعية إلى الاتحاد.
وإذا كان علي مبارك ساهم مع رفاعة الطهطاوي في النهضة التعليمية، فإنه ساهم معه أيضا في ميدان الرواية التعليمية بروايته (علم الدين).
وعلي مبارك يعي وعيا ناضجا ما يقصده بروايته في مقدمته التي قدم بها لعمله فيقول: (ولا شيء أنفع له للوطن وأجلب للخير والبركة إليه من تعليم أبنائه، وبث المعارف والفنون النافعة فيهم).
رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك:
ونشير إلى جهود اثنين من المصريين المثقفين الذين درسوا في الأزهر واتصلوا عن طريق البعثات بالعلوم وبعض مظاهر الحضارة الأوربية الغربية وكيف أحس كلاهما بأهمية العلوم الأوربية وتفوقها إذا قورنت بعلوم الأزهر.وكانت جهود رفاعة وعلي مبارك في تقديم البذور الأولي للرواية التعليمية تعبيرا عن رغبتهما هذه في تعليم مواطنيهما ولاتجاه النهضة في عصر محمد علي وإسماعيل إلى التعليم كان من الطبيعي أن تغفل هذه المحاولات الأولي العنصر الروائي.
رواية مغامرات (تليماك):
وقد كان من الطبيعي ألا يهتم احد بالرواية في هذه الفترة، ذلك أن الأدب العربي الفصيح لم يكن يهتم اهتماما كبيرا بالعناصر القصصية والروائية التي لم تظهر فيه بشكل بارز إلا في المقامة.وحين ترجم رفاعة الطهطاوي رواية مغامرات "تليماك" لم يكن دافعه إلى ترجمتها ما فيها من عناصر روائيه، ولكنه ترجمها "لما اشتملت عليه من المعاني الحسنة, مما هو نصائح للحكام والملوك, ومواعظ لتحسين سلوك عامة الناس, تارة بالتصريح وطورا بالتوضيح".
تخليص الإبريز:
ويعتبر رفاعة رافع الطهطاوي أول من وضع البذور الأولى لنشأة الرواية التعليمية في كتابه المؤلف (تخليص الإبريز) وفي روايته المترجمة (مغامرات تليماك)، وقد ساعدت الظروف رفاعة على أن يكون أول من وضع بذور الرواية التعليمية.وقد كان للشيخ العطار فضل كبير على رفاعة حين رشحه مشرفاً دينيَاً على طلبة البعثة المسافرين إلى باريس، وبذلك منحه فرصة السفر إلى الخارج في وقت لم يكن يتاح فيه للمصريين السفر.
كما أن نشأة رفاعة في بيئة مصرية صميمة، جعلته أقدر على الإحساس بالتناقض الصارخ بين بيئته وبين هذه البيئة التي انتقل إليها، فأراد بكتابه هذا أن يلفت أنظار مواطنيه إلى التقدم العلمي في أوروبا وإلى ضرورة اهتمامهم بهذه العلوم، كما أن رفاعة لم يقف موقف الرفض الكامل من بعض المظاهر السياسية والاجتماعية للمجتمع الأوروبي.
عقلية أزهرية متفتحة:
وكان الأثر الأدبي الذي حاول فيه رفاعة ألا يقف موقفا متصلبا من العلوم الغربية ومن مجتمع باريس هو كتابه (تخليص الإبريز في تلخيص باريز) ومن التجني على كتاب رفاعة أن نقيسه بالرواية، وقيمة الكتاب من الناحية الفكرية أكبر بكثير من الناحية الأدبية، لأنه يكشف لنا ولأول مرة عن احتكاك عقلية أزهرية متفتحة بعلوم الأوروبيين وبعض مظاهر حياتهم الاجتماعية لمؤلف وجد في نفسه الجرأة على الاعتراف بتقدم الغربيين في العلوم برغم كونهم لا ينتمون إلى الإسلام.كما ترجم كثيرا ً من المواد في دستورهم وأعجب بنظام الحكم عندهم، برغم ما كان يقدمه من تبريرات، ثم وجد الجرأة على نشر كتابه في مجتمع يحكم حكما استبداديا ً ولا يجد فضيلة إلا وهي عند المسلمين وحدهم.
علم الدين:
ونحن مدينون لرفاعة فيما يتصل بنشأة الرواية التعليمية بروايته المترجمة ، وقائع تلماك، أكثر مما ندين له في كتاب (تخليص الإبريز)، وتعد وقائع تلماك أول مظهر من مظاهر النشاط الروائي في مصر في القرن التاسع عشر.وأهمية مغامرات تلماك تتحدد في هذين الهدفين: الحملة على الاستبداد، ودعوة الرعية إلى الاتحاد.
وإذا كان علي مبارك ساهم مع رفاعة الطهطاوي في النهضة التعليمية، فإنه ساهم معه أيضا في ميدان الرواية التعليمية بروايته (علم الدين).
وعلي مبارك يعي وعيا ناضجا ما يقصده بروايته في مقدمته التي قدم بها لعمله فيقول: (ولا شيء أنفع له للوطن وأجلب للخير والبركة إليه من تعليم أبنائه، وبث المعارف والفنون النافعة فيهم).
التسميات
دراسات روائية