تاريخ اليزيدية.. مذابح الأمير الكردي (بدرخان) في منطقة بوتان وحكاري وشمال الموصل. مذابح أمير سوران الكردي - محمد باشا الراوندوزي

إن تاريخ اليزيدية يكتنفه الكثير من الغموض، لأنهم طائفة صوفية منغلقة على ذاتها لم يحتك بها الباحثون والمؤرخون إلاّ في القرن التاسع عشر. ان اليزيدية ليس لهم تاريخ مكتوب ومصادر تاريخية واضحة ومؤكدة، لهذا فأن تاريخها وأصولها تعتمد على التقديرات. كما يبدو ان أصول الطائفة تعود الى فترة بعد سقوط الدولة الأموية في القرن الثامن م. وان الجيل الاول للطائفة هو من بقايا الجيش الأموي الذي بقي في شمال العراق بعد هزيمة الأمويين في (معركة الزاب الكبرى) شمال العراق سنة 132هـ . ثم هرب (الأمير إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد) الى الجبال وأدعى انه (السفياني المنتظر). وقد حصل تزاوج بين هؤلاء الأمويين السوريين وبعض العشائر الكردية الرعوية القادمة من الجبال. وفي القرن الحادي عشر أتى الصوفي اللبناني البعلبكي (عدي بن مسافر)، وهو من أصل أموي، هارباً من مطاردة العباسيين، ليؤسس الجانب الروحي للطائفة. وقد دفن في (لالش) في منطقة الشيخان (عين سفني) شمال الموصل، وأصبح قبره أقدس مكان لدى اليزيدية. وقد خلفه أبن أخيه (صخر بن صخر بن مسافر) المعروف بالشيخ (أبو البركات) لقيادة الطائفة، ثم دفن بجانب عمه. وخلفه ابنه (عدي بن أبي البركات)، الملقب بـ (أبي المفاخر) المشهور بالكردي بسبب أمه، وقد توفي سنة1217. ثم خلفه ابنه (شمس الدين أبو محمد المعروف بالشيخ حسن)، وقد توفي سنة 1246م بعد أن ألف كتاب (الجلوة لأصحاب الخلوة) وكتاب (محك الإيمان) وكتاب (هداية الأصحاب). ويقال انه قد أدخل أسمه في الشهادة عند بعض اليزيدية. ثم الشيخ (فخر الدين أخو الشيخ حسن) الذي أنحصرت في ذريته الرئاسة الدينية والفتوى.
رغم تكتم اليزيدية ومحاولة ابتعادهم عن إثارة الطوائف الإسلامية والمسيحية المحيطة بهم، فأنهم تعرضوا لحقبات من الاضطهاد والمذابح المعروفة خصوصاٌ في زمن الدولة العثمانية وعلى يد الاغوات الاكراد بأسم الدفاع عن الاسلام ولكن من أجل الاستيلاء على أملاكهم. في القرن التاسع عشر جرت مذابح في جزيرة ابن عمر في منطقة الجزيرة، وكذلك في عام 1847 تم ذبح الآلاف في جبل سنجار لأجبارهم على التخلي عن دينهم.. وقد أضطر الكثير منهم للجوء الى الكنائس وإعلان مسيحيتهم للتخلص من الاضطهاد. وتكررت المذابح كذلك في عام 1872 لنفس السبب. حاولت البعثات التبشيرية الأوربية كسبهم الى المسيحية دون أن تحقق نجاحاً ملحوظاً. وفي أوائل القرن العشرين قام الأغوات الأكراد بتكوين ميليشيات مسنودة عثمانياً عرفت بأسم (الفرق الحميدية) لشن حروب إبادة ضد غير المسلمين: أرمن وسريان ويزيدية. من أشهر المذابح ما قام به الأمير الكردي (بدرخان) في منطقة بوتان وحكاري وشمال الموصل، كذلك مذابح أمير سوران الكردي (محمد باشا الراوندوزي).
يسجل لليزيدية دورهم بالتحالف مع السريان بضم الموصل الى العراق في عام1925. وعدد اليزيدية الحالي ربما يبلغ في أعلى التقديرات 500 ألف في العراق، 85% منهم يقطنون في جبل (سنجار) غرب الموصل، والباقون في قريتي (الشيخان) و (باعذرى) شرق الموصل. وهنالك آلاف عدة في سوريا وفي تركيا وفي أرمينيا، وفي المهاجر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال