تاريخ وأصول الشبك.. التأثر بالطريقة الصوفية البكتاشية التي كانت منتشرة بين العثمانيين والتي تقدس الامام علي ثم التحول إلى التشيع الجعفري

عانى الشبك، مثل كل الفئات العراقية، من هذه الاشكالية المفتعلة التي لا تطبق إلاّ على أهل العراق: البحث عن أصل خارجي مفترض!!
فلا يكفي للشبك أن يثبتوا انهم في شمال العراق منذ قرون طويلة، بل عليهم أن يثبتوا أصل ما خارجي قدموا منه. لهذا فقد انهالت الفرضيات حول أصولهم : ميديين، ساسانيين، صفويين، تركمان، أتراك قزلباشية، الخ..
وهم في الحقيقة مثل غالبية الطوائف العراقية المنتشرة خصوصاً في الشمال، مثل اليزيدية والكاكائية والصارلية وأهل الحق، من الجماعات الروحانية (العرفانية الغنوصية) القديمة مثل الصابئة والمانوية، التي تأثرت بالاسلام بعد أنتشاره في المنطقة، فتبنَّت رموزاً صوفية اسلامية خاصة بها.
بالنسبة للشبك، فأنهم تأثروا في البداية بالطريقة الصوفية البكتاشية التي كانت منتشرة بين العثمانيين، والتي تقدس الامام علي. ثم في الاجيال الاخيرة، بدأوا يتحولون إلى التشيع الجعفري حتى أصبحوا كذلك بغالبيتهم الساحقة، مع الحفاظ على بعض طقوسهم العرفانية القديمة والبكتاشية. وثلثهم تبنوا المذهب السني. طبعا هذا لا يمنع من الاعتقاد بأنهم مثل كل الجماعات الكبيرة، لا بد أنهم ضموا مع الزمن في داخلهم عشائر وجماعات عراقية من مختلف الاصول: عرب وتركمان وأكراد وسريان، وغيرهم من الجماعات المنتشرة في شمال العراق وكذلك من المناطق المجاورة في تركيا وإيران والقفقاس. فبينهم تجد عشائر كردية مثل (زنكنة) وعشائر عربية مثل (العبيد). بل هناك قرى كانت سريانية مسيحية تحولت شبكية، مثل (الموفقية وطهراوه ومنارة الشبك، يا سبيثة).كذلك فأن أغلب قراهم تحمل أسماء تركمانية. كل هذا يتفق مع الفكرة الشائعة عنهم بأن تسميتهم (شبك) من العربي، وتعني (تشابك) الناس واختلاطهم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال