مصدر المرة.. مصدر العدد ما يذكر لبيان عدد الفعل. من الثلاثي المجرد وفوقَ الثلاثي المجرد والمزيد

مصدرُ المَرَّةِ (ويُسمى مصدر العَدَدِ أيضاً): ما يُذكرُ لبيانِ عدَدِ الفعل.
ويُبنى من الثلاثيّ المجرَّد على وزنِ "فَعْلةَ" بِفتحِ الفاءِ وسكونِ العين، مثلُ: "وَقفتُ وَقفةً، ووقفتينِ ووقفاتٍ".

فإن كان الفعلُ فوقَ الثلاثيِّ ألحقتَ بمصدره التاءَ، مثلُ: "أكرمتُهُ إكرامةً، وفَرَّحتُهُ تفريحةً، وتدحرجَ تَدحرُجةً"، إِلاّ إِن كان المصدرُ مُلحقاً في الأصل بالتاءِ، فيُذكرُ بعدهُ ما يَدُلُّ على العدَد، مثلُ: "رَحمتُهُ رحمَةً واحدةً. وأقمتُ إِقامةً واحدةً، واستقمتُ استقامةً واحدةً"، وذلك للتَّفريق بينَ مصدرِ التأكيد ومصدرِ المَرَّة.

فإن كان للفعلِ من فوق الثلاثيّ المجرَّد، مصدرانِ، أحدُهما أشهر من الآخر، جاءَ بناءُ المرَّة على الأشهر من مصدرَيْه، فتقولُ: "زلزلتُهُ زلزلةً واحدةً، وقاتلتُهُ مُقاتلةً واحدةً، وطَوَّفته تطويفةً واحدةً"، ولا تقولُ: "زِلزالةً، ولا قِتالةً، ولا تَطوافةً".

وما كان من المصادر مُلحقاً بالتاء من أصله، فإِن كان من الثلاثيِّ المجرَّد رددتهُ إلى وزن (فَعْلة) فالمرَّة من النَّشدةِ والقُدْرة والغَلبة والسَّرَقة والدِّراية: "نشدَةٌ وَقدْرَةٌ وغَلبْةٌ وسَرْقةٌ ودرْيةٌ".

وشذَّ قولهم: "أَتيته إِتيانةً، ولقيتُهُ لِقاءَةً" ببناءِ المَرَّة على أصل المصدر، وهو الإتيان واللقاءِ، ويجوزُ أن يُقال: "أتْيهَ ولَقْيهَ" على القياس، كما قال أبو الطَّيِّب:
لَقِيتُ بدَرْبِ الْفُلَّةِ الفَجْرَ لَقْيَةً -- شَفَتْ كَبَدي، والليلُ فيهِ قَتيلُ

وإن كان من غير الثلاثيِّ المجرّد، أبقيتَهُ على حاله: كدحرجةٍ وإِقامةٍ وتلبيةٍ واستعانةٍ.

وقد تكون (الفَعْلة) لغيرِ بناءِ المّرَّة: كالرحمة، مصدر "رَحِمَ"، فتقول: "رَحِمته رَحْمةً"، كما تقول: "نَصَرته نَصراً".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال