النِّسبة إلى المحذوف منه شيء.. الثلاثي محذوف الفاء أو اللام. اللام المحذوفة ترد في تَثنْية أو جمع سلامة

النِّسبة إلى المحذوف منه شيء:

النسبة إلى اسم ثلاثي محذوفِ الفاء:

إذا نسبتَ إلى اسم ثلاثي محذوفِ الفاء، فإن كان صحيحَ اللامِ لم يُرَدَّ إليه المحذوفَ، فتقول في النسبة إلى عِدَةٍ وصِفَةٍ: "عِدِي وصِفيُّ". وإن كان مُعتلَّها: كِشيّةٍ ودِيَةٍ، وجَبَ الردُّ وفتحُ عينهِ، فتقول: "وَشوِيِّ ووِدوِيٍّ، بكسر أولهما وفتح ثانيهما.

النسبة إلى اسم ثلاثي محذوفِ اللام:

وإذا نسبت إِلى اسمٍ ثلاثيٍّ محذوفِ اللام، رَدَدْتَ إِليه لامَه، وفتحتَ ثانيه، فتقولُ في النسبةِ إلى عَمٍ وشَجٍ وأَبٍ وأَخٍ ولُغَةٍ وسَنَةٍ ومِئَةٍ وأمةٍ ويدٍ ودمٍ وغدٍ وشَفَةٍ وثُبَةٍ وعِضَةٍ: عَمَوِيٌّ وشَجَوِيٌّ وأبويٌّ وأخويٌّ ولُغَويٌّ وسَنَويٌّ ومِئَويٌّ وأمَويٌّ ويَدَوِيٌ ودَمَوِيٌّ وغَدَوِيٌّ وشفَهيٌّ "أو شَفَوي" و ثُبَويٌّ وعِضَويٌّ".

حالات اللام المحذوفة:

ثمّ إن كانت اللامُ المحذوفةُ تُردُّ في تثنيةٍ، أو جمع تصحيحٍ، وجبَ ردُّها في النسبة وجوباً: كعَمٍ وشَجٍ وأبٍ وأخٍ، لأنك تقول في تَثْنيتهما: "عَمَوانٍ وشَجيانِ وأبوانٍ وأخوانٍ"، وكسَنةٍ وعِضَةٍ وأمَةٍ، لأنك تقول في جمعها جمعَ سلامةٍ: "سَنوات (أو سَنَهات) وعِضَوات (أو عِضَهات) وأَموات".

وإن كانت لا ترَدُّ في تَثنْيةٍ أو جمع سلامةٍ، جاز رَدُّها في النسبة، وهو الأفصحُ، وجازَ عدمُ الرَّدَّ، فَتَنسبُ إلى الاسم على لفظه. وذلك: كيَدٍ ودمٍ وغدٍ وثُبَةٍ ومِئةٍ ولُغةٍ.

فكما تقول: "يَدويٌّ ودَموِيٌّ وغَدوِيٌّ وثَبَوِيٌّ ومِئَوِيٌّ ولُغَويٌّ"، تقول: "يَدِيٌ وغَديٌ وثُبيٌ ومِئِيٌ ولُغِيٌ"، لأنك تقول في تَثْنيتها: "يدانِ ودَمانِ وثُبتانِ ولُغتان"، وتقول في جمع "ثُبةٍ ولغةٍ" جمعَ تصحيحٍ: "ثُبات ولُغات"، بعدَمِ ردِّ اللام المحذوفة في التثنية أو الجمع.

وقد نسبوا إلى "الشفَة" على لفظها، فقالوا: "شَفِيٌ"، ونسبوا إليها بردِّ المحذوف، فقالوا: "شَفَهيٌ وشَفَوِيٌ"، مع أنهم قالوا في جمعها: "شَفَهات وشَفَوات" وبرَدِّ المحذوف عند الجمع.

ويجوزُ فيما عُوضَ من لامهِ همزة الوصلِ، كابنٍ واسمٍ، أن تحذفَ همزته وتُرَدَّ إليه لامُهُ، وأن يُنسبَ إليه على لفظه، فتقول: بَنَويٌ وسِمَويٌ، وإبنيّ وإسميّ".

وتقول في النسبة إلى بنتٍ وأختٍ: "بَنويٌ وأخويّ"، بردِّ اللامِ وحذفِ التاءِ، وهو قولُ الخليل وسيبويه. وهو القياس: باعتبار أنها في الأصل تاءُ تأنيث مربوطة.
ويجوز أن تقول: "بِنْتيٌ وأُختيٌ" تَنسبُ إليهما على لفظهما. وهو قولُ يونُسَ.

وحجته أن التاء لغير التأنيث، لأن ما قبلها ساكن صحيح، ولأنها لا تبدل هاء في الوقف، كما تبدل التاء في نحو "كاتبة وشجرة" وهو أقرب إلى الفهم وأبعد عن الالتباس؛ فلا تلتبس النسبة إليها بالنسبة إلى "ابن وأخ" والحق أن تاء أخت أصلها تاء التأنيث المربوطة، كما هو مذهب الخليل والليث: وليست عوضاً من لام الكلمة المحذوفة، وهي الواو، كما ذهب إليه سيبويه وغيره. وذلك أنهم لما حذفوا الواو بسطوا التاء المربوطة، ليكون بسطها أمكن في الوقف عليها من المربوطة. فكأن بسطها تعويض لها من لامها المحذوفة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال