أوزان الصفة المشبهة باسم الفاعل من الثلاثي المجرد.. على وزن (أفعل). فعلان. فعل. فعيل. فعل) المفتوح العين. الصفة المشبهة من فوق الثلاثي

تعريف الصفة المشهبة باسم الفاعل:

الصفةُ المشهبةُ بإسم الفاعلِ هي صفةٌ تُؤخذُ من الفعل اللازم، للدَّلالة على معنًى قائمٍ بالموصوف بها على وجه الثُّبوت، لا على وجه الحُدوث: كحسنٍ وكريمٍ وصَعْبٍ وأسودَ وأَكحلَ.
ولا زمان لها لأنها تَدُلُّ على صفاتٍ ثابتة. والذي يتطلَّبُ الزمان إِنما هو الصفات العارضة.
وإنما كانت مشبهة باسم الفاعل، لأنها تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث، ولأنها يجوز أن تنصب المعرفة بعدها على التشبه بالمفعول به. فهي من هذه الجهة مشبهة باسم الفاعل المتعدي الى واحد.

ويَعلِبُ بناؤها من باب "فَعِلَ يفعل" اللازم: كأكحلَ، من "كحِلَ" ومن باب "فعُلَ يفْعَلُ": كشريف من "شَرْفَ" ويقلُّ من غيرهما: كسيّدٍ وضَيّقٍ وحريصٍ، من: "سادَ يسودُ وضاقَ يضيقُ وحرصَ يحرصُ".

أوزانها من الثلاثي المجرد:

تأتي الصفةُ المشبَّهةُ من الثلاثيِّ المجرَّد قياساً على أربعة أوزان وهي: "أفعلُ، وفَعْلانُ، وفَعلٌ، وفعيل".

الصفة المشبهة على وزن (أفعل):

يأتي "أفعَلُ" من "فَعَلَ" اللازمِ، قياسياً مُطْرداً، لما دَلَّ على لونٍ، أو عيبٍ ظاهرٍ، أو حِلْية ظاهرة. ومُؤنثُهُ "فَعْلاءُ" فاللّونُ: كأحمر. والعيبُ الظاهرُ: كأعرج وأعور وأعمى. والحِلْية الظاهرةُ: كأكحل وأحور وأبخل.
وشذَّ مجيءُ الصفة من شعِثَ وحدِبَ" على "شَعِث وحَدِب".
لأن الشعث والحدب من العيوب الظاهرة فحق الصفة منهما أن تكون عليه وزن "أفعل". وقد قالوا أيضاً: "أشعث وأحدب"، وهما أكثر استعمالا، وأما قولهم: "ماءٌ كدِرٌ". بكسر الدال، فهو بمنىٌ على "كدُرَ، بضم الدال، لا على "كدِرَ"، بكسرها، كما توهم بعض العلماء. فان بنيتها من هذه قلت: "أكدر".

وشَذَّ مجيئُها من: "حَمِقَ يحمقُ" على "أحمق". ومن: "شابَ يشيبُ" على "أشيب"، ومن: "قطع وجذم" على "أقطع وأجذم".
(لأن "أحمق"، وإن كان من باب "فعل" المكسور العين، فهو يدل على عيب باطن فقياسه أن يكون على وزن "فعل"، بكسر العين. وقد قالوا أيضاً: "حمِقٌ" بكسر الميم، على القياس. و "أشيب"، وإن دل على عيب ظاهر، فهو من باب "فعل" المفتوح العين. فقياسه أن يكون على وزن "فيعِل" بكسر العين، كطيب وضيق، من: طاب يطيب، وضاق يضيق. و "أقطع وأجزم"، وإن دلاّ أيضاً على عيب ظاهر، فهما من باب "فعل"، المفتوح العين، وحقهما أن يكونا بوزن اسم المفعول: أي: "مقطوع ومجذوم".

الصفة المشبهة على وزن فعلان:

يأتي "فَعْلان" من "فِعلَ" اللازم الدَّال على خُلُوّ، أو امتلاءٍ، أو حرارة باطنيّةٍ ليست بداءٍ. ومُؤنثُهُ "فعْلى"، فالخُلوُّ: كالغَرثان والصَّدْيان والعطشان. والامتلاء: كالشَّبعان والرَّيان والسَّكران. وحرارةُ الباطن غير داءٍ: كالغضبان والثَّكلان واللَّهْفان. وقد قالوا: "جَوْعان"، (من جاع يجوع)، حملاً له على "غرتان"، من: "غَرثَ يَغرثُ" لأنه بمعناه.
(وحقه أن يكون على "فيعل"، بكسر العين: كسيد وميت، من: "ساد يسود ومات يموت").

الصفة المشبهة على وزن (فعل):

يأتي "فَعِلٌ" - بكسر العين - من "فَعِل" - بكسر العين - اللازم، الدّال على الأدواءِ الباطنيَّة، أو ما يَشبهها، أو ما يَضادُّها. ومؤنثة "فَعِلة".
والأدواءُ، إما جسمانيّة: كوجعٍ ومَغِصٍ وتعبٍ وجوٍ ودوٍ. وإما خُلقيّةٌ: كضجرٍ وشرسٍ ولحزٍ وبَطرٍ وأشرٍ ومرحٍ وقلق ونكدٍ وعمٍ.
ويُشبه الأدواء ما دلَّ على حزن واغتمام: ككمدٍ وحزنٍ وحربٍ وشبحٍ.
ويَضادّها ما دلَّ على سرور: كجذلٍ وفرحٍ وطربٍ ورضٍ. أو على زينٍ من الصفات الباطنة: كفطنٍ وندس ولبقٍ وسلسٍ وأبٍ.
وقد يُخفَّفُ "فعلٌ" فيكون على "فَعْلٍ" - بسكون العين - كندْسٍ وشكسٍ وفطنٍ. وقد يأتي على "فعيل" وهو أصلُه المخفَّف هو منه: كسليمٍ وسقيمٍ ورضيٍّ وأبيٍّ وحميٍّ.

(واعلم أن حق الصفة من باب "فعلِ" بكسر العين الدالة على المعاني المذكورة، أن تكون على وزن "فعيل". غير أنهم خففوا "فعيلا" هذا بحذف الياء، إذا جاء من باب "فعِل" المكسور العين، وتركوه للصفة من باب "فعُل" بضم العين: كالكريم والشريف ونحوهما. غير أنه قد بقيت ألفاظ من باب "فعلِ"، المكسور العين، على "فعيل" دالة على الأصل).
وما ورد من باب "فعِل" على غير "فَعِل"، فهو سماعيٌّ لا يُقاس عليه: كندْسٍ وندُسٍ، وشكْسٍ وشكُسٍ (ويقالُ أيضاً: "ندِسٌ وشكِسٌ" على القياس)، وصِفْرٍ وصَفْرٍ وصُفْرٍ، ونِكْسٍ وعجُلٍ، وحَذرٍ ويقال أيضاً: "عَجِلٌ وحَذِرٌ" على القياس، ويقال: "حَذْرٌ" (بسكون الذال)، وحُرٍّ وغيورٍ. وما جاءَ على "فعِيلٍ" كمريضٍ، وإن كان هو الأصلُ، فلا يُقاسُ عليه.

الصفة المشبهة على وزن (فعيل):

يأي "فَعِيلٌ" غالباً من "فَعْلَ" يَفعُلُ، المضموم العين: "ككريمٍ وعظيمٍ وحقيرٍ وسميحٍ وحليمٍ وحكيمٍ ورئيسٍ وظريفٍ وَخَشينٍ وبخيلٍ وجميلٍ وقبيحٍ ووضيءٍ وظهيرٍ".
وقد تأبي الصفةُ من هذا الباب على "فَعِلٍ" مخفَّفٍ "فَعيل": كخَشِنٍ وسَمِجٍ وطَهِرٍ، وعلى فَعْلٍ، مُخفَّف "فَعِلٍ": كضَخْم وشَهْمٍ وفخْمٍ وصعْبٍ وسمْجٍ وسمْحٍ، وعلى "فعَلٍ": بفتح عينٍ "فعَل: كبطلٍ وحسنٍ، وعلى "فعالٍ"، بزيادة ألفِ المدِّ على "فعَلٍ": كجبانٍ وحَصانٍ وزانٍ، وعلى "فُعال": كشُجاعٍ وصُراحٍ وعلى "فُعلٍ" - بضم فسكون - كصُلْبِ (ويُقال: صَليب أيضاً) وعلى "فُعُلٍ" بضمتين - كجُنُبٍ وعلى "فعولٍ": كوَقُورٍ وطهورٍ، وعلى فاعلٍ: كطاهر وفاضل.

الصفة المشبهة من (فعل) المفتوح العين:

قد تُبنى الصفةُ المشبَّهةُ من باب "فعَلَ" المفتوحِ العينِ (وذلك قليلٌ)، فتجيءُ على وزن "أفعلَ": كأشيَبَ وأقطعَ وأجذَمَ، وعلى "فيْعِل". بكسر العين، ولا يكون إلا من الأجوف: كسيّدٍ وقيّمٍ (من الواويِّ)، وضيّقٍ وطيّبٍ (من اليائيِّ)، وعلى "فَيْعَلٍ"، بفتح العين، ولا يكون إلاّ من الصحيح: كصَيْرف وفَيْصَلٍ، وعلى "فَعيل" بكسر العين، وأكثر ما يكونَ من المضاعفِ والمعتلِّ اللام، فالمضاعفُ: كعفيفٍ وطبيبٍ وخسيسٍ وجليلٍ وحبيبٍ (بمعنى المحبِّ) ودَقيقٍ ولبيبٍ وشديدٍ، والمُعتلُّ الآخِر: كعَليٍّ وصَفىٍّ وزَكيٍّ وخَليٍّ وجَليٍّ ووَصِيٍّ.
وقد يكون "فعيلٌ" المبنيُّ على "فَعَلَ" من غير المضاف والمعتلّ: كحريصٍ وطويلٍ.

الصفة المشبهة على وزن (فاعل):

إذا أردتُ بالصفة المشبهة معنى الحدوث والتَّجدُّدِ، عَدلتَ بها عن وزنها إلى صيغة اسم الفاعل، فتقولُ في "فَرحٍ وضَجرٍ وطَربٍ": "فارِح وضاجِرٌ وطارِبٌ".
وما جاء على زِنتيِ اسمي الفاعلِ والمفعول، مما قُصِدَ به معنى الثبوت والدَّوام، فهو صفةٌ مشبَّهةٌ، كطاهرِ القلبِ، وناعمِ العيشِ، ومُعتدِلِ الرأيِ، ومستقيمِ الطريقة، ومَرْضِيِّ الخُلُقِ، ومُهذَّبِ الطَّبعِ، وممدوحِ السيرةِ، ومُنقَّى السريرةِ.

الصفة المشبهة من فوق الثلاثي:

تجيءُ الصفة المشبهة من غير الثلاثيِّ المجرَّدِ، على وزن اسم الفاعل، كعتدِل القامةِ، ومُستقيمِ الأطوارِ، ومُشْتدِّ العزيمةِ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال