بين على رضي الله عنه وأبي طالب.. إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائى وما كانوا عليه، ولكن والله لا يُخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت

 قال ابن إسحاق: وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله (ص) كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه على بن أبى طالب مستخفيًا من أبيه أبى طالب، ومن جميع أعمامه وسائر قومه، يصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثم إن أبا طالب عثر عليهما يومًا وهما يصليان، فقال لرسول الله (ص): يا ابن أخي، ما هذا الدين الذي تدين به، قال: «أي عم، هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم»،أو كما قال (ص): «بعثني رسولا إلى العباد وأنت - أي عم - أحق من بذلت له النصيحة، ودعوته إلى الهدى، وأحق من أجابنى إليه وأعانني عليه»، أو كما قال. فقال أبو طالب: أي ابن أخي، إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائى وما كانوا عليه، ولكن والله لا يُخلص إليك ([1]) بشيء تكرهه ما بقيت، ذكروا أنه قال لعلي: أي بنى، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال: يا أبت آمنت بالله وبرسول الله وصدقته بما جاء به، وصليت معه لله واتبعته، فزعموا أنه قال له: أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه ([2]).

([1]) لا يُخلص إليك: لا يصل إليك.
([2]) السيرة النبوية لابن هشام (1/246)، المرتضى: ص(35).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال