الحوار الروائي.. اللغة التي يعبر بها عما بين الشخصيات من أحاديث والوسيلة التي يتعرف بها القارئ على الشخصية ويحقق التوازن بين ما يقال وما يستنتج ضمناً

الحوار Dialogue هو الشكل الثاني من أشكال لغة القص.
فهو اللغة التي يعبر بها عما بين الشخصيات من أحاديث.

وهو في الحقيقة الوسيلة الأساسية التي يتعرف بها القارئ على الشخصية.

كما أنه من أكثر الطرق مناسبة لتزويد المشهد بالمساعدات الوصفية، والتحليلية والإخبارية التي يتطلبها.

كما أنه يحقق التوازن بين ما يقال وما يستنتج ضمناً، ويحرك الحدث، ويساعد على حيوية الموقف.
وهو وسيلة مباشرة لتوجيه القارئ إلى الدراية والعلم، وإدراك ما يرمى إليه القاص.

كما أنه وسيلة مباشرة لتحمل أكثر مما في المضمون"، وهذا ما يجعلنا نعده جزءا من البنية العضوية للرواية.
والحوار الروائي كي نطلق عليه حواراً جيداً، ينبغي أن يكون المنطوق مناسباً للمنطق.

فالشخصيات في الأعمال القصصية هي نفسها التي نتعايش معها فى الحياة، أحيانا تبدو شريرة إلى أقصى غايات الشر، أحيانا تبدو خيرة إلى أقصى غايات الخير، وأحيانا متفاوتة في التفكير، ومختلفة في وجهات النظر، وفى أحيان متفقة، فيجب أن ينعكس ذلك على الحوار، فيتناسب منطوقها مع منطقها، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى يجب أن يكتسب مفهوم الحوار درجة من الخصوبة التي يتجاوز بها دلالته السطحية عن قيام حوار ما بين شخصيتين.

إذ إن هذا الشكل لا يحقق مستوياً فنياً كافياً لخلق لغة روائية ناضجة،على أساس أن لغة الرواية هي نظام لغات تنير إحداها الأخرى حواريا، ولا يجوز وصفها وتحليلها باعتبارها لغة واحدة ووحيدة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال