حديث الكساء ومفهوم أهل البيت.. الخطاب كله لأزواج النبي (ص) ومعهن الأمر والنهي والوعد والوعيد

حديث الكساء روته عائشة رضي الله عنها([1]), قالت: خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل «وهو الكساء» فأدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ثم قال: +إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"([2]) [الأحزاب:33].
وهذا يبين لنا من كذب أن الصحابة يكتمون فضائل علي، فهذه عائشة التي يدعون أنها تبغض عليًا هى التي تروى هذا الفضل لعلي وفاطمة([3]).
إن الخطاب في الآيات الكريمة كله لأزواج النبي (ص) حيث بدأ بهن وختم بهن، قال تعالى: +يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً ` وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ` يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا ` وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ` يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ` وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ` وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا" [الأحزاب: 28- 34]، فالخطاب كله لأزواج النبي (ص) ومعهن الأمر والنهي والوعد والوعيد، لكن لما تبين ما في هذا من المنفعة التي تعمهن وتعم غيرهن من أهل البيت جاء التطهير بضمير المذكر لأنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب الذكر، حيث تناول أهل البيت كلهم، وعلى فاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أخص من غيرهم بذلك، لذلك خصهم النبي (ص) بالدعاء لهم، كما أن أهل بيت النبي (ص) يتعدى عليًا والحسن والحسين وفاطمة إلى غيرهم كما في حديث زيد بن أرقم، وأنه لما قيل له: نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته الذين حرموا الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس([4]), وإذا اتسع مفهوم أهل بيت النبي (ص) إلى أكثر من ذلك فهم نساؤه بدليل الآية، ويشمل أيضًا عليًا وفاطمة والحسن والحسين، كحديث الكساء، وبحديث زيد بن أرقم، وآل عباس بن عبد المطلب، وآل عقيل بن أبى طالب، وآل جعفر بن أبى طالب بدليل حديث زيد بن أرقم, وآل الحارث بن عبد المطلب([5]).

([1]) مسلم رقم (2408) فضائل الصحابة.
([2]) مسلم رقم (2167)ك الزكاة.
([3]) حقبة من التاريخ ص (187).
([4]) مسلم رقم 107.
([5]) مسلم ك الزكاة رقم 167.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال