حديث أمير المؤمنين على رضي الله عنه عن دلائل نبوة الرسول (ص).. بركة دعائه. إخباره بما فتح الله عليه من أمور الغيب. النصر بالرعب. خاتم النبوة. سلام الجبال عليه

بيَّن أمير المؤمنين على رضي الله عنه بعضًا من دلائل نبوة النبي (ص) منها ما يلي:
(أ) بركة دعائه: مرض على رضي الله عنه مرة فأتاه النبي (ص) وهو يقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحنى، وإن كان متأخرًا فارفعني، وإن كان البلاء فصبرني. فقال له رسول الله (ص): ما قلت؟ فأعاد عليه. فقال رسول الله (ص)،: «اللهم اشفه، اللهم عافه»، ثم قال: قم. فقمت، فما عاد لي ذلك الوجع بعده([1]).
(ب) إخباره بما فتح الله على نبيه من أمور الغيب: قال على بن أبى طالب رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله (ص) فلئن أخر من السماء أحب إلىَّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة»([2]), سمعت رسول الله (ص) يقول: «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في فتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة»([3])، وسيأتي شرح هذا الحديث وغيره عند حديثنا عن الخوارج وموقف أمير المؤمنين على منهم بإذن الله تعالى.
(ج) النصر بالرعب: ومن دلائل النبوة التي حدثنا بها على رضي الله عنه ما رواه عن رسول الله (ص) حيث قال: «أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء، فقلنا: يا رسول الله ما هو؟ قال: نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهورًا وجعلت أمتى خير الأمم»([4]).
(د) خاتم النبوة: وضح على رضي الله عنه من جملة وصفه لرسول الله (ص) وجود دلالة من أبرز الدلائل الحسية على نبوته × حيث يقول: بين كتفيه خاتم النبوة ([5]). وهذه العلامة كان أهل الكتاب يعرفونه بها، وهى شيء بارز أحمر عند كتفه الأيسر، قدره إذا قُلل قدر بيضة الحمامة، وإذا كبر جمع اليد([6]).
(هـ) سلام الجبال على النبي (ص): أخبر أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه عن هذه الدلالة حيث قال: كنت مع النبي (ص) بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل، ولا شجر، إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله([7]).

([1]) مسند أحمد (2/151)، تحقيق أحمد شاكر إسناده صحيح.
([2])منهج على في الدعوة إلى الله، ص (117), فتح الباري (6/158).
([3]) البخاري، ك المناقب (1/281) والقوم المذكورون هم الخوارج الذين قاتلهم على بن أبى طالب في خلافته، وسيأتي الحديث عنهم بالتفصيل بإذن الله.
([4]) البخاري. رقم (335).
([5]) مصنف ابن أبى شيبة (11/513)، البخاري، كتاب المناقب.
([6]) فتح الباري (6/561- 563).
([7]) سنن الترمذي، ك المناقب (5/93)، المستدرك (2/620) صحيح الإسناد.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال