جودة اللغة الأدبية ورداءتها.. لغة القص تجسيد حي لانعدام الترابط في الحياة. إعادة إبداع الكلمة كهدف في حد ذاته وليست بصفتها أداة أو وسيلة فقط للعمل الأدبي

إن جودة اللغة الأدبية ورداءتها مسألة نسبية - "فلا يوجد هناك مثل مقنع للأسلوب الجيد، ولا مرشد ناجح للكتابة الجيدة"- لا علاقة لها بنظام بديعي محكم، ولا بنظام بلاغي واضح الملامح.

ففي الوقت الذي نظر فيه البعض للغة القص على أنها تجسيد حي لانعدام الترابط في الحياة، وآثروا ما يسمى "بالمانشتات الصحفية" الثائرة على القواعد النحوية والصرفية، والمفتقدة لبعض العناصر الأساسية، مثل الأفعال والفواعل، متخذين من قــول جبران: "لكم لغتكم ولي لغتي، لكم من اللغة ما شئتم ولي منها ما يوافق أفكاري وعواطفي، لكم منها الألفاظ وترتيبها، ولى منها ما تومئ إليه الألفاظ، ولا تلمسه، و يصبو إليه الترتيب ولا يبلغه" قدوة ومنهاجاً دون تعمق في فهم ما كان يصبو إليه جبران، رفض آخرون ذلك، وتعاملوا مع اللغة و" كأنهم في معمل.. من أجل إعادة إبداع الكلمة كهدف في حد ذاته، وليست بصفتها أداة أو وسيلة فقط للعمل الأدبي".

وأرى أن المسألة لا علاقة لها بتجسيد الواقع، ولا بشكل اللغة الجمالي، فهي مرتبطة أشد الارتباط بمسألة اعتراضها لتدفق المادة التي يقدمها الكاتب أو عدم اعتراضها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال