ملازمة الإمام علي (ض) لرسول الله (ص).. الحرص على التبحر في الهدى النبوي الحكيم في غزواته وسلمه

كان على رضي الله عنه واحدًا من المكيين الذين قرأوا وكتبوا في مجتمعهم الأمي، وهذا دليل على حبه للعلم وشغفه به منذ صغره، وقد وفقه الله تعالى أن يعيش منذ طفولته في بيت رسول الله (ص)، فتربي على يديه وزادت عناية رسول الله به بعد إسلامه، فكان رسول الله (ص) الرافد القوي الذي أثر في شخصيته وصقل مواهبه وفجر طاقته، وهذب نفسه، وطهر قلبه ونور عقله، وأحيا روحه، فقد لازم رسول الله (ص) في مكة والمدينة، وقد كان حريصًا على التتلمذ على يدي رسول الله (ص)، الذي كان يربي أصحابه على القرآن الكريم، فقد كان هو الينبوع المتدفق الذي استمد منه على رضي الله عنه علمه وتربيته وثقافته، وقد كان النبي (ص) تنزل عليه الآيات منجمة على حسب الوقائع والأحداث، وكان يقرؤها على أصحابه الذين وقفوا على معانيها وتعمقوا في فهمها، وتأثروا بمبادئها، وكان له أعمق الأثر في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم وأرواحهم، كما كان على رضي الله عنه واحدًا من الذين تأثروا بالتربية القرآنية على يدي رسول الله (ص) وتشرّب تعاليمه وتوجيهاته النبوية، وقد اهتم على رضي الله عنه منذ أسلم بحفظ القرآن الكريم وفهمه وتأمله، وظل ملازمًا للرسول (ص) يتلقى عنه ما أنزل عليه حتى تم له حفظ جميع آياته وسوره، لقد حصل على رضي الله عنه ببركة صحبته لرسول الله (ص) وتربيته على يديه خيرًا كثيرًا، وأصبح من الخلفاء الراشدين فيما بعد، فقد حرص على التبحر في الهدى النبوي الحكيم في غزواته وسلمه، وأصبح لعلي رضي الله عنه علم واسع ومعرفة غزيرة بالسنة النبوية المطهرة، فقد استمد من رسول الله علمًا وتربية ومعرفة بمقاصد هذا الدين العظيم، وقد جمع بين رسول الله وبين على حب شديد، والحب عامل مهم في تهيئة مناخ علمي ممتاز بين المعلم وتلميذه، يأتي بخير النتائج العلمية، والثقافية، لما له من عطاء متجدد، وعلى رضي الله عنه قد أحب رسول الله × حبًا جمًا، وتعلق فؤاده به، وقدم نفسه فداء له، وتضحية في سبيل نشر دعوته.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال