ما يخص آل رسول الله (ص) من الأحكام.. تحرم عليهم الزكاة. لا يرثون رسول الله (ص). لهم خمس الخمس في الغنيمة والفيء. الصلاة عليهم مع النبي (ص). لهم مودة خاصة

ما يخص آل رسول الله (ص) من الأحكام:
1- تحرم عليهم الزكاة: لحديث عبد المطلب بن ربيعة أن النبي (ص) قال: «إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس»([1]).
2- لا يرثون رسول الله (ص): لحديث أبى بكر قال: قال رسول الله (ص): «لا نورث، ما تركنا صدقة»([2]). وقد روى هذا الحديث أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والعباس بن عبد المطلب وأزواج النبي (ص) وأبو هريرة كما نص على ذلك ابن تيمية وهى ثابتة عنهم في الصحاح والمسانيد([3]).
3- لهم خمس الخمس في الغنيمة([4]) والفيء([5]): قال تعالى: +وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [الأنفال:41].
وقال تعالى: +مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغْنِيَاءِ مِنْكُمْ" [الحشر:7].
4- الصلاة عليهم مع النبي (ص):عن كعب بن عجرة قال: سألنا رسول الله (ص) فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ فإن الله قد علمنا كيف نسلم، قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم على آل إبراهيم إنك حميد مجيد»([6]).
5- لهم مودة خاصة: ويتمثل هذا فيما رواه زيد بن أرقم عن النبي (ص): «أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي»([7]).
قال القرطبي: وهذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وتوقيرهم ومحبتهم، وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها([8]), وقد فهم وصية النبي (ص) بأهل بيته حق الفهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فأحبهم وأكرمهم، ودعا الناس إلى إكرامهم ومحبتهم، فقد روى البخاري بإسناده إلى أبى بكر رضي الله عنه، أنه قال: ارقبوا محمدًا (ص) في أهل بيته([9]).
فهذا خطاب من الصديق رضي الله عنه ووصية منه للناس في حفظ حقوق آل بيت النبي (ص)، فالمراقبة للشيء المحافظة عليه، ومعنى قول الصديق: احفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم([10]), وقال النووي: ومعنى «ارقبوا»: راعوه واحترموه وأكرموه([11]), وقد أكد رضي الله عنه تلك الحقوق بما قاله لعلي رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله (ص) أحب إلىَّ أن أصل من قرابتي([12]). ومحبة أهل البيت من أصول أهل السنة والجماعة، يقول ابن تيمية: وإن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت النبي (ص) ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله (ص) ([13]), وقال القاضي عياض: إن من علامات محبته (ص) محبته لمن أحب النبي (ص)، ومن هو بسببه من آل بيته، وصحابته من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين، فمن أحب شيئًا أحب من يحبه([14]), وقال ابن كثير: ولا ننكر الوصاية بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرًا، وحسبًا ونسبًا، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، فكانوا من أهل الحق كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلى وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين([15]).

([1]) مسلم رقم 1072.
([2]) البخاري رقم 3093مسلم 1757.
([3]) منهاج السنة (4/195)، البداية والنهاية (5/252).
([4]) ما أصيب من أموال أهل الحرب وأوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب، النهاية (3/389).
([5]) ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد، النهاية (3/482).
([6]) البخاري رقم 3370، مسلم رقم 406.
([7]) مسلم رقم 2408.
([8]) فتح القدير للمناوي (3/14).
([9]) البخاري رقم 713.
([10]) انظر: فتح الباري (7/97).
([11]) العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط: ص(175).
([12]) البخاري رقم 3712.
([13]) محموع الفتاوى (3/407).
([14]) الشفاء (2/573).
([15]) تفسير القرآن العظيم (4/113).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال