أوجب الله سبحانه وتعالى على الثقلين - الإنس والجن - الذين أدركتهم رسالة النبي (ص)، أن يؤمنوا بالنبي (ص) وبما جاء به، كما شهدت بذلك نصوص الكتاب العزيز، كما أكد الله وجوب الإيمان بنبيه بأن جعله مقترنًا بالإيمان به سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم منها:
قال تعالى: + قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" [الأعراف: 158].
وقال (ص): «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار»([1]).
وقد أجمعت الأمة على وجوب الإيمان بالنبي (ص)، كما أجمعت كذلك على أن كل من قامت عليه الحجة برسالة محمد (ص) من الإنس والجن فلم يؤمن به استحق عقاب الله تعالى، كما يستحقه أمثاله من الكافرين الذين بعث إليهم الرسول، وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين وسائر طوائف المسلمين من أهل السنة والجماعة وغيرهم([2]).
وقد أعطى أمير المؤمنين على رضي الله عنه مقام النبوة حقه وأوضح معالمه بأقواله وأفعاله، وكان يحرص على تعليم الناس وحثهم على الاقتداء برسول الله (ص) في أقواله وأعماله وتقريراته، ومن أقواله في هذا المعنى: واقتدوا بهدى نبيكم (ص)، فإنه أفضل الهدى واستنوا بسنته فإنها أفضل السنن([3]).
([1]) مسلم (1/93) كتاب الإيمان.
([2]) حقوق النبي على أمته في ضوء الكتاب والسنة (1/72).
([3]) البداية والنهاية (7/319).
التسميات
علي بن أبي طالب